دعا أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي، اليوم السبت، التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، لتكثيف غاراته الجوية على مواقع "داعش" في محافظة الأنبار (غرب)، التي يشن فيها التنظيم هجمات متواصلة للسيطرة على مدينة الرمادي مركز المحافظة. وفي بيان صادر عن مكتبه، ووصل مراسل وكالة "الأناضول" نسخة منه، قال النجيفي إن "أرض الأنبار تدور عليها ملحمة كبيرة في معناها غنية في مدلولاتها، وهي هبّة أبناء الأنبار بوجه مجرمي العصر من تنظيم داعش الإرهابي". وأضاف البيان أن النجيفي "وجه دعوة للتحالف الدولي لزيادة الضغط على الإرهابيين في الأنبار وتنفيذ ضربات جوية مكثفة تجهض عدوانهم على الرمادي". وخلال اليومين الماضيين، سيطر مسلحو تنظيم "داعش" على منطقتي البو فراج والبوعيثة، شمال مدينة الرمادي، بعد هجوم واسع نفذه عناصر التنظيم الذين يسعون إلى تضييق الخناق الأمني على الرمادي للوصول إلى مركزها. بدورها، أعلن متحدث باسم حركة "عصائب أهل الحق" التابعة للحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة)، اليوم السبت، استكمال استعدادات الحركة للمشاركة بمعارك تحرير محافظة الأنبار بعد صدور تكليف من حيدر العبادي رئيس الوزراء بذلك. وقال جواد الطليباوي، المتحدث العسكري باسم الحركة، لوكالة "الأناضول"، إن "مقاتلي عصائب أهل الحق على أتم الاستعداد للاشتراك بمعارك تحرير محافظة الأنبار التي بدأت قبل أيام". وأضاف قائلاً: "استكملنا جميع الاستعدادات العسكرية، والقرار بيد رئيس الوزراء للإيعاز بإشارة البدء بالمشاركة بصفته المسؤول الأول عن تحركات قوات الحشد الشعبي". ويتحفظ مسؤولون وعشائر سنية في الأنبار على مشاركة الحشد الشعبي في المعارك ضد "داعش" في المحافظة، وذلك بعد الاتهامات التي وجهت إلى "الحشد" بعد مشاركتهمع القوات العراقية في استعادة تكريت مركز محافظة صلاح الدين(شمال)، ذات الغالبية السنية، قبل نحو أسبوعين، وقيام عناصر منه بعمليات نهب وحرق للمتلكات الخاصة في المدينة. ومحافظة الأنبار، التي تشكل ثلث مساحة العراق، ذات غالبية سنية، وتسكنها عشائر عربية معروفة بعدائها لتنظيم القاعدة بعد احتلال العراق عام 2003، فيما تقاتل تنظيم "داعش" مع دخوله إلى المحافظة مطلع عام 2014، في سبيل الخلاص منه. وخلال الأشهر الماضية، تعرض عدد من العشائر في الأنبار لمجازر على يد عناصر تنظيم "داعش" راح ضحيتها المئات من القتلى، وأبرز تلك العشائر البونمر(سنية). والأربعاء الماضي، بدأت القوات العراقية حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم "داعش"، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية. ويشارك في هذه الحملة 10 آلاف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار إلى جانب قوات الجيش والشرطة المحلية والاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع والطيران الحربي العراقي وبمساندة من غارات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة.