أعرب الرئيس البولوني "برونيسلاف كوموروفسكي" عن رغبة بلاده في إرسال قوات لحفظ السلام شمال الأوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بات "حاجة ملحة، لذلك على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ قرارًا في هذا الاتجاه". جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الرئيس البولوني، يوم الأربعاء، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الأوركراني "بيترو بروشينكو" عقب اللقاء الثنائي الذي جمع بينهما، في العاصمة الأوكرانية "كييف"، التي يزورها حاليًا لإجراء مباحثات رسمية.
واستطرد كوموروفسكي قائلًا: "حتى لو اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارًا في غير هذا الاتجاه، فإننا سنواصل دعمنا لإرسال تلك القوات إلى الشرق الأوكراني"، معربًا عن أمله في أن تنتهي الأزمة الأوكرانية في أقرب وقت ممكن.
ومن جانبه قال الرئيس الأوكراني "بيترو بروشينكو" إنه بحث مع نظيره البولوني والوفد المرافق له العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لافتًا إلى أن مسألة تعزيز التعاون العسكري - التقني بين بلديهما، كان أحد الموضوعات التي تم تناولها بشكل مفصل بينهما، فضلًا عن اتفاقهما على ضرورة المشاركة في مناورات تدريب عسكرية متعددة الجنسيات.
وأوضح "بروشينكو" أن مسؤولي البلدين لديهم رؤية واحدة بخصوص ضرورة استمرار العقوبات المفروضة على روسيا بسبب مواقفها من الأزمة الأوكرانية، مشددًا على ضرورة خروج كافة المحاربين الأجانب من الأراضي الأوكرانية، ، وإجراء انتخابات شفافة وعادلة يقر بها العالم في الشرق، وتحرير القرم من الاحتلال الروسي، بحسب قوله.
وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا منذ رفض الرئيس السابق "فيكتور يانوكوفيتش"، توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأطيح به في شهر شباط/فبراير من العام الماضي، وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في آذار/مارس الذي يليه.
وبدأ بعد ذلك صراع دموي بين الانفصاليين وقوات الجيش الأوكراني، في منطقتي دونيتسك، ولوغانسك شرقي البلاد، وتقول الأممالمتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 6000 شخص.
وكانت القمة الرباعية التي عقدت في عاصمة روسيا البيضاء "مينسك" - في ال12 من شهر شباط/فبراير الماضي، بمشاركة زعماء كل من روسيا، وألمانيا، وأوكرانيا، وفرنسا، أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين، دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة 15 شباط/فبراير الماضي، ويقضي بسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة، وإقامة منطقة عازلة بطول 50 كيلو مترًا، وإطلاق سراح الرهائن، والتوافق على قضايا أخرى.