شارك عشرات المصريين في مسيرة بميدان التحرير صباح أمس الجمعة للتعبير عن التمسك بالوحدة الوطنية، رفعوا خلالها شعارات تؤكد على وحدة النسيج الوطنى، وعدم الانسياق وراء محاولات التفرقة بين قطبي الأمة، مرددين شعار: "مسلم مسيحى إيد واحدة"، وسط دعوات خطباء وأئمة المساجد للمصريين مسلميهم ومسيحييهم إلى التوحد في مواجهة محاولات إحداث الفتنة الطائفية، في مقابل تحركات مكثفة من جانب جماعات أقباط المهجر في أوساط الحكومات والبرلمانيين الأوروبيين في إطار التحريض ضد المجلس العسكري، مع مطالبات بفتح تحقيق دولي في أحداث ماسبيرو التي أسفرت عن سقوط 25 قتيلاً وأكثر من 300 جريح. وطالب الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية، جميع المصريين مسلمين وأقباط أن يقوموا بواجبهم الديني ويبذلوا كل ما يستطيعون من قوة وجهد لدرء الفتنة الملعونة وأن يردوا على من أراد لمصر والمصريين السوء والأذى والتفكك والتشرذم، وحث جناحي الوطن على العمل سويًا لإعلاء ورفعة شأن هذا الوطن، محذرًا من أن أعداء الأمة يحاولون نشر الخلاف والعصبية بين أبنائنا. وأضاف خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بمحافظة سوهاج: مصر التي جعلها الله بلد الأمن والسلام عبر التاريخ ومنذ بدء الخليقة وجعلها في رباط دائم تستحق منا جميعا الحرص على وحدتها وتماسكها، وإنه يجب علينا جميعًا التمسك بأداء الواجب والحقوق الوطنية والخلق الإسلامي الرفيع الذي يدعو إلى الحرص والعمل على أن يجتاز الوطن هذه المرحلة الدقيقة إلى بر الأمان والرخاء للجميع. وذكّر المفتي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالأقباط خيرًا، مؤكدًا في تعاليمه الواجب اتباعها أن "من آذى ذمياً فقد آذى رسول الله"، وأشار إلى أن المسلم الحق لا يستطيع أو يطيق أن يخالف تعاليم رسوله الكريم. وتابع: أننا كمصريين نثق أنه لن يفلح أو ينجح أبداً أصحاب دعوات نشر الفتنة والفوضى والتخلف في بلادنا المحروسة بدعواتهم البالية والضعيفة التي أثبت التاريخ عدم جدواها. وأكد أن "جنود وجيش مصر البواسل هم خير أجناد الأرض كما أكد لنا رسولنا الكريم وتاريخنا القديم والمعاصر وأنهم بما قاموا به من نجاحات وأعمال سطرها التاريخ في رفع رأس مصر في أزمان السلم والحرب يستحقون منا جميعا الفخر والاعتزاز". وطالب المفتي في خطبته المصريين على أن يكونوا على قلب رجل واحد، "لنؤكد للعالم ونعلمهم أننا كمصريين قادرين بحضاراتنا وثقافتنا وتاريخنا وديننا أن ننتقل إلى الدولة المدنية التي لا يعلو فيها إلا صوت الحق والعدل والقانون والمساواه والواجب، وذلك حتى نصل جميعًا بمصرنا العزيزة إلى بر الخير والأمان والسلم والرخاء". وأوصى مفتي الجمهورية، حجاج بيت الله الحرام من المصريين بالدعاء لمصر أن يحفظها رب العزة من كيد الكائدين وأن تظل دائما وأبدا بلد الأمن والأمان والخير والرخاء. من جهته، حذر الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم - خلال خطبة الجمعة- من محاولات بعض الجهات لبث الفرقة بين قطبى الأمة المسلمين والأقباط وتفكيك الوحدة الوطنية، وأكد أن تعاليم الإسلام والمسيحية بريئة من كل من يثير الفتن الطائفية، لافتا إلى أن دماء المسلمين والمسيحيين اجتمعت منذ بداية الثورة. وأعرب عن احترام الشعب المصرى لقواته المسلحة التى دافعت وحمت الثورة منذ بدايتها، كما تبذل كل الجهد للحفاظ على مصر لحين تسليم السلطة، محذرا من محاولة الإيقاع بين الجيش والشعب. وطالب رجال الشرطة بالتواجد فى الشوارع والقيام بالدور المنوط بهم فى حفظ الأمن ومكافحة البلطجة بجميع أشكالها. وتطرق في خطبته إلى الانتخابات البرلمانية القادمة، وعلاقتها بالأحداث الأخيرة. في حين شدد إمام وخطيب الجامع الأزهر على أن المسلمين والمسيحيين في مصر نسيج واحد يعملون سويا من أجل نهضة وتقدم مجتمعهم، وإنه لا فرق بينهم في الحقوق والواجبات، رافضا دعاوى الفتنة الطائفية التي يرددها المشككون للنيل من وَحدة واستقرار المجتمع المصري. وأشار الى دور القوات المسلحة ورجال الأمن لحماية البلاد وضبط الأمن والاستقرار بها، محذرًا من خطورة التعرض للقوات المسلحة وهي تؤدي دورها بما في ذلك من خطر على وَحدة وتماسك الشعب والجيش. ومنع المصلون بالجامع الأزهر عقب انتهاء الصلاة بعض النشطاء الذين رددوا هتافات ضد القوات المسلحة وأبدوا اعتراضهم على هذا السلوك الذي لا يعبر عن غالبية أبناء الشعب المصري مما اضطر هؤلاء النشطاء بأعدادهم القليلة الى الانصراف من أمام الجامع الأزهر. وأكد خطيب مسجد النور بالعباسية أهمية تجميع الشعب المصري على قلب رجل واحد من أجل دعم مسيرة البناء والتنمية والاستقرار والبعد عن محاولات النيل من وحدة المجتمع، محذرا من الشائعات والفتن التي تؤدي الى النيل من وحدة المجتمع وتؤثر سلبا على العلاقة الوثيقة بين الشعب وقواته المسلحة وفي مقابل الدعوات للتهدئة وتجاوز تداعيات أحداث ماسبيرو، تقوم جماعات أقباط المهجر بتحركات في أوساط الحكومات والبرلمانيين الأوروبيين للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مطالبين بفتح تحقيق دولي في أحداث ماسبيرو. وفي العاصمة الهولندية بأمستردام، يستعد أقباط هولندا لتنظيم مظاهرة كبرى بأحد الميادين العامة المهمة صباح السبت، من خلال وقفة احتجاجية تشارك فيها الهيئة القبطية الهولندية. وجاء ذلك بعد أن دعا وزير الخارجية الهولندي، أوري روزنتال حكومة بلاده إلى تجميد العلاقات الدبلوماسية مع مصر وقطع المساعدات عنها في حال إذا ما استمرت ما سماها "الاعتداءات وأعمال القمع ضد الأقباط"، مهددًا برفع المطالب بإجراء تحقيق مستقل ليناقش على مستوى الاتحاد الأوروبي. وطالب ريموند دينور، النائب عن حزب "الحرية" اليميني المتشدد في هولندا، بإبعاد السفير المصري عن هولندا واستدعاء السفير الهولندي من القاهرة. وقال إن "الخارجية الهولندية تستخدم سياسة العصي والجزرة مع مصر لدفع العملية الديمقراطية، وإنه قد حان الوقت لإبعاد الجزرة واستخدام العصا"، على حد قوله. ورد الوزير بأنه حمّل السفير المصري رسالة إلى كل من السلطات المصرية والجامعة العربية، مفادها أن هناك "انزعاجا شديدا لدى هولندا بسبب الأحداث الأخيرة وأعمال القمع التي يتعرض لها الأقباط". فيما أعلن الناشط بهاء رمزى رئيس الهيئة القبطية الهولندية (NKS) أن "الهيئة ستلتقي يوم الأربعاء المقبل أعضاء البرلمان الأوروبي ببروكسل بحضور ممثلي كل الدول الأوروبية، لكشف ما حدث للأقباط من خلال تقديم ملف كامل حول الأحداث، عبارة عن فيديوهات وصور حية وشهود عيان". وأوضح أنه قبل اللقاء ستعقد جلسة استماع مع أعضاء البرلمان الأوروبى يسبقه وقفة احتجاجية، بالاشتراك مع أعضاء اتحاد المنظمات القبطية الأوروبية الذين سيحضرون الجلسة الاستماع، مضيفًا أنه عقب الجلسة ستنظم وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية ببلجيكا. وأضاف أن هناك مظاهرة ضخمة تضم كل دول اوروبا ستنطلق امام البرلمان الاوروبي خلال الأيام المقبلة تشترك بها كل المنظمات القبطية باوروبا لمقابلة اعضاء من البرلمان الاوروبي لاتخاذ اجراءات تصعيدية ضد الحكومة المصرية والمجلس العسكري. وقال إن الهيئة تسعي لتدويل " أحداث ماسبرو" وقامت باصدار بيان تم ترجمته بكافة اللغات لتوضيح ماحدث؛ والمطالبة بالتحقيق دوليًا في "أحداث ماسبيرو" امام محكمة العدل الدولية. إلى ذلك، قررت "الجالية القبطية" باليونان تنظيم مسيرة سلمية حاشدة يوم الأربعاء المقبل احتجاجًا على أحداث ماسبيرو. وسيكون التجمع بميدان أومونيا بوسط العاصمة, وتتوجه المظاهرة نحو ميدان سيندغما, ثم إلى البرلمان الأوروبي, والسفارة المصرية باليونان, وتقديم احتجاج رسمي للمسئولين بالسفارة لتوصيلها للمسئولين بالبلاد. وفي إيطاليا، تقدمت "جمعية أقباط المهجر الإيطالية" بمذكرة احتجاجية رسمية لكل من رئيس إيطاليا، ورئيس وزرائها، ووزير خارجيتها، وكذلك لبابا الفاتيكا"؛ مطالبة الحكومة الإيطالية والبرلمان الأوروبي بأن يطالب الحكومة المصرية بتقديم ضمانات حقوقية للمحافظة على الأقباط والكنائس بمصر. وأعلن إيهاب وليم- جمعية أقباط المهجر الإيطالية، أنه سيتم تنظم مظاهرتين بإيطاليا لمطالبة الحكومة الإيطالية والفاتيكان بالتدخل لدى الحكومة المصرية من أجل إقرار حرية الأقباط في ممارسة شعائرهم الدينية، وإقالة محافظ أسوان، ومحاكمة كل متورط في أحداث "ماسبيرو" وفي هدم كنيسة "مارجرجس" – المضيفة- بالماريناب. وأوضح أن المظاهرة الأولى ستكون في تورينو اليوم السبت، والثانية غدًا الأحد بميلانو. كما ينظم أقباط كندا مسيرتين احتجاجيتين السبت، الأولى ينظمها أقباط مونتريال، والثانية بالعاصمة أوتاوا؛ استنكارًا لأحداث ماسسبيرو الأحد الماضي. وفي سياق متصل، ينظم أقباط الولاياتالمتحدة مسيرة قبطية حاشدة أمام البيت الأبيض يوم الأربعاء القادم تتجه بعدها إلى مبنى الكونجرس الأمريكي، ثم السفارة المصرية لتطالب بطرد السفير المصري من الولاياتالمتحدة، وبلجنة تحقيق دولية في أحداث ماسبيرو، وتقديم المسئولين والمشاركين في ارتكاب هذه الأحداث إلى محكمة دولية.