أبدى الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر 1973، استغرابه لتحميل "مندسين" المسئولية عن أحداث ماسبيرو، وفقًا لرواية الكنيسة في تفسيرها لأحداث العنف الدموي التي أوقعت 25 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، خاصة وأنه كان هناك تحريض من جانب بعض رجال الدين المسيحي قبل الأحداث وتهديدات بالقتل لمسئولين، بالإضافة إلى التزامن بين المظاهرة الضخمة أمام مبنى التليفزيون ومظاهرات بالعديد من المحافظات الأخرى، الأمر الذي يعتبره دليلاً على صدور "تعليمات عليا" قال إنها تقف وراء الأحداث التي سارع الجميع إلى التبرؤ منها. ووصف أحداث ماسبيرو بأنها "مؤامرة دنيئة وخسيسة ويجب القصاص من مرتكبيها ولا أحد فوق القانون والله تبارك وتعالى يقول "ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تفلحون"، وقال إنه هاله ردود الفعل الصادرة من جهات رئاسية كثيرة، ومنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومنها رئيس الوزراء "وهم يجزمون أن هناك وراء الأحداث مخططات داخلية وخارجية" وراء أحداث "الأحد الدامي". وأبدى دهشته من تبرئة المجمع المقدس برئاسة البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس للمسيحيين من التورط في الأحداث وعدم إطلاق النار على عناصر الجيش، ما جعله يتساءل متهكمًا عما إذا كان المعتدى عليهم من الشهداء والمصابين هم من قتلوا أنفسهم؟. وأكد أن تلك الأحداث وقعت بفعل التحريض من جانب القساوسة والمطارنة للمتظاهرين الأقباط الذين انطلقوا من شبرا وهم يحملون صلبانهم وأسلحتهم النارية والبيضاء إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو، واعتبر أن هذا الأمر إلى جانب تجمع متظاهرين أقباط بعدة أحياء بالقاهرة وبعض المحافظات وخاصة بالوجه القبلي فى توقيت متزامن "يدل على أنها توجيهات عليا لهم". ووضع الشيخ حافظ سلامة هذا الأمر في إطار ما دعاها ب "المؤامرة الخبيثة والدنيئة" التي يقف وراءها "متآمرون في الداخل والخارج"، من خلال الرصاص الحي الذي انطلق من "المتآمرين" في ماسبيرو والأسلحة البيضاء التى استعملوها ضد عناصر الجيش. وأعرب عن عدم قناعته ببيان المجمع المقدس حول أن هناك "غرباء" اندسوا بين المتظاهرين وأنهم أطلقوا هذه الأعيرة النارية، وتساءل: "كيف يدعون أن البلطجية اندسوا بينهم لإطلاق النيران على الجيش، فهل كانوا لا يستطيعون وهم كما يقولون كان عددهم عشرة آلاف قبطي عاجزين عن أن يخرجوا المندسين من بينهم ويتم القبض عليهم بأسلحتهم؟، وتابع متسائلاً: "هل دبر هؤلاء البلطجية المزعمون التوقيت الواحد لخروج المظاهرات من جميع محافظات مصر"؟ واتهم الشيخ حافظ سلامة رجال دين مسيحيين بالتورط في إشعال أحداث ماسبيرو بحملة التحريض والتهديد التي سبقتها، مدللاً بما ظهر في مقاطع مصورة للقس صبري زخاري الذي كان يتوعد محافظ أسوان بالقتل وأعطى له مهلة 48 ساعة وإلا قام بقتله كما توعد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتهديد والانتقام منه بالصوت والصورة "مما ينفى كل ما قيل ويقال" حول وجود مندسين من البلطجية على المتظاهرين الأقباط. واعتبر أن ما تذرعوا به من حدث بمدينة ماريناب بأسوان من تحويل مضيفة إلى كنيسة وهناك كنيسة تبعد عن الموقع بألف متر فقط، والقرية لا يوجد بها إلا 30 مسيحيًا، فضلاً عن شهادة بعض الأقباط بأنها لم تكن هناك كنيسة من الأساس بالقارية وأننا مع إخواننا المسلمين هناك يدًا واحدة "ذريعة لإشاعة القلاقل والفتن على أرض مصر وزعزعة الاستقرار بها"، مشيرًا إلى وجود "أصابع كناسية كبرى ممولة من الداخل ومن الخارج لإشاعة الفتنة وهى نائمة". وشدد في الوقت ذاته على أن الدين الإسلامي لا ينهى عن إقامة دور العبادة لغير المسلمين، وأن الإسلام انتشر في مشارق الأرض ومغاربها ولم يتعد على كنيسة أو معبد لغير المسلمين والله تبارك وتعالى يقول (لكم دينكم ولى دين). وحث الشيح حافظ سلامة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ضرورة "استرداد حقوق الشهداء من الجنود الذين أريقت دماؤهم وهم يدافعون عن وطنهم ومنشآتهم"، وقال إنه يطالب بصوت كل مواطن على أرض مصر بألا يفلت الجناة من تطبيق القصاص عليهم تحت محاكمات نزيهة ولا أحد فى مصر فوق القانون". وتابع: إني وغيري من المواطنين لديهم اللقطات المباشرة والحية عما جرى فى تلك الأحداث الدامية والمدبرة، ومستعدون لتقديمها كوثائق لعدالة النيابة والمحكمة العسكرية، وناشد كل مواطن لديه أى معلومات عن مدبري هذه الأحداث أن يقدمها إلى العدالة "لنحمي مصرنا العزيزة وأبناءها من المتآمرين عليها من الداخل والخارج". وحذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء من الانزلاق تحت المؤامرات التى تدس على أرض مصر، ونبه في الوقت ذاته بأنهم ليسوا جهات تشريعية حتى يقننوا القوانين قبل أن تعرض على الشعب ويقرها الشعب فى غياب مجلس الشعب وإلا يتم الاستفتاء عليها قبل إقرارها.