تماسيح لا تزال تسبح في خيلاء داخل البحيرات الاصطناعية الثلاث المحيطة بمقر إقامة الرئيس الإيفواري السابق "فيليكس هوفويت بوانييه" بالعاصمة "ياموسوكرو"، 20 عاما بعد وفاته، مواصلةً في غير كلل مهام حراسة المناطة بعهدتها.. الفارق الوحيد اليوم أن المكان تحول إلى مزار للسياح، يتوافدون عليه للتمتع بمشاهدة حوالي 300 من الزواحف ذات الأنياب الحادة، تقوم بعملية "تمشيط" ما يطلق عليه في المخيال الشعبي "البحيرات المقدسة". ورغم انقضاء عقدين من الزمن على رحيل مالكها، الرئيس الإيفواري السابق فيليكس هوفويت بوانييه، فإنّ تماسيح القصر الرئاسي ظلّت تسترعي اهتمام الجميع وتواصل تغذية المخيال الشعبي بشأنها، مترصّدة بكلّ من يسعى إلى هتك سر القصر الرئاسي، وذلك منذ 1950، تاريخ جلبها إلى البحيرات الاصطناعية الثلاث المحيطة بالقصر، لأغراض الحماية. ويحيط بالقصر سياج بطول 22 كيلومتر، والذي كان يأوي إلى جانب الرئيس الإيفوراي، أسرته والرجال المقرّبين منه، فيما ظلّ الزوار، إلى اليوم، يتوافدون على المكان لمشاهدة تماسيح الكايمان التي كانت هدية من الرئيسين المالي والكاميروني لنظيرهما الإيفواري، لتحقق فنادق العاصمة "ياموسوكرو" حجوزات كاملة مع كل نهاية الأسبوع. ويساهم الغموض الذي يلف بهذه التماسيح في استلهام الروايات بشأنها، كما زاد منسوب الإهتمام بهذه الزواحف العملاقة للرئيس السابق بعد حادثة إلتهامها ل "ديكو" العامل الذي دأب على إطعامها منذ 30 عاما. وتعود الحادثة إلى شهر أغسطس/آب من عام 2012، حين إلتهمت إحدى التماسيح البالغ طولها 3 أمتار، العامل ديكو، وذلك بسبب "خطيئة" ارتكبها بحسب روايات مستقاة من بعض أفراد أسرة بوانييه. مصير قالت الرواية الشعبية المتداولة إنّه عادل بالنسبة لرجل حوّل عملية إطعام التماسيح إلى عرض يسترزق منه، فما كان إلاّ أن أصابته "لعنة البحيرات المقدسة". حادثة روّعت الإيفواريين، وجعلت المسؤولين عن القصر يمنعون الجميع من الاقتراب من تماسيح البحيرات التي ظلت من جانبها تحرس القصر غير مبالية بغبار الجلبة المثار حولها. عامل قضى سواد حياته الإعظم في خدمة قصر الرئيس الإيفواري السابق، قال للأناضول، مفضّلا عدم الكشف عن هويته، إنّه "في ما مضى من الأيّام، كان الرئيس بوانييه يأتي إلى هنا يوميا لإطعام التماسيح بنفسه. حين قدمت إلى القصر في عام 1977، كانت تلك التماسيح متواجدة في ذلك الحين، لافتا إلى أنّها كانت وما تزال تحظى بمعاملة خاصة قبل وبعد وفاة بوانييه، ولا تزال تحصل على ما معدّله بقرتين كل أسبوعين، غير أنّ خطرها يتزايد اليوم بعد أن اكتسحت جميع بحيرات المدينة ال 11، ما خلف عدد كبيرا من حوادث إلتهام هذه التماسيح للبشر. حارس هذه التماسيح، وهو مالي الجنسية، قال أيضا إنّ أخطرها على الإطلاق، أطلق عليه عديد الأسماء من بينها "الكابتن" و"عملاق البحيرات" ويبلغ طوله على حد قوله "16 مترا" ويرجح إنه التمساح الذي التهم ديكو. ويأتي بعده في الترتيب الهرمي ما يطلقون عليه "العظاءة"، يغطي الماء كامل مساحة جسده المغطاة بالقشور، ولا تظهر منه سوى عينيه المرعبتين، فيما لا يفصله عن الزوّار سوى سياج حديدي أخضر اللّون و سياج ثان مشبك وصدأ لا يبدو عليه التماسك، جعل ليحمي العمال المكلّفين بتنظيف الحواشي الإسمنتية للبحيرة. ومن على فوق السياج الحامل لإكليل الزهور المعلق كرمز لحفظ ذاكرة مالك تماسيح "ياموسوكرو"، يمكن للزائر مشاهدة 10 كراسي حيث كان الزوار يجلسون، إصطبغت بالسواد بفعل مرور الزمن، حتى بدت وكأنّها في حداد أبدي على صاحب المكان.