رجح خبراء عسكريون أن تكون كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي ألقاها اليوم عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مؤشرًا على قرب تدخل بري بالأراضي اليمنية، لحماية باب المندب الذي يمثل الأمن القومي لمصر، وفي إطار تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية، استجابة لدعوة الرئيس عبدربه منصور هادي، "لحماية الشعب اليمني من عدوان الحوثيين". ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رسالة للشعب المصري، قال خلالها: "نحن لن نتخلى عن أشقائنا في الخليج، مش بقول كده من باب رد الجميل، ومش بس في الخليج، إحنا سنحميهم وندافع عنهم إذا تطلب الأمر ذلك". وأضاف أن مصر ستتصدى لأي عدوان عليه، وعلى الشعب المصري أن يطمئن أنى حريص عليه وكل قطرة دماء في هذه الآونة التي تتعرض فيها الأمة للخطر"، قائلاً: "إننا سنتحرك في إطار سياسي لتجنب أي مخاطر للأمة العربية ونتحرك بمسئولية لحل المشكلات في اليمن وسوريا وليبيا وهذا هدف قومي لمصر والأمة العربية". وقال اللواء محيي نوح الخبير العسكري، ووكيل جهاز المخابرات الأسبق, إن "خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي يبعث برسالة اطمئنان إلى الشعب المصري ودول الخليج بأن الجيش هو درع الأمة العربية, وأن القوات المسلحة تقوم بحماية الأمن القومي المتمثل في "مضيق باب المندب". وأضاف نوح ل"المصريون": "السيسي يدرك ضرورة التوصل إلى حل سياسي في اليمن", لافتًا إلى أن وجود الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة بالسعودية بغرض التنسيق مع القيادات المشتركة ل"إعداد لتشكيل الجيش العربي المشترك". وقال اللواء محمود منصور، الخبير الاستراتيجي، إن "كلمة السيسي، جاءت لتوضيح الأخطار المحدقة بالبلاد، والوطن العربي، من جنوب أوروبا إلى الخليج العربي، وصولاً إلى البحر المتوسط". وأكد أن "مصر لن تتخلى عن حماية أي دولة عربية، بقواتها المسلحة، بعد دراسة القرارات المتعلقة بمستوى استراتيجي محدد، تتخذه الجهات المختصة فقط، بناء على المواقع المحيطة بنا، ومدى العدائيات المحيطة، بالإضافة إلى قدرتنا المصرية والعربية للتصدي لها". من جهته، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي, إن "كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي توضح مدى العلاقة القوية بين الأخوة العرب، وتؤكد أن أمن مصر لا يتجزأ عن أمن الخليج والأمة العربية". وأضاف "قوات التحالف على أهب استعداد ل"تداخل برية في اليمن" بتنسيق مع القوات المشاركة في الحرب ضد اليمن وعلى رأسهم قوات درع الجزيرة". وأكد أن "القوات البحرية المصرية ترابط أمام باب المندب وخليج عدن، ونفذ عمليات إنزال آليات ومدرعات في طريقها إلى حماية المضيق من التهديد على الممر الملاحة القناة السويس". ومضى قائلاً: "بدأ العدد التنازلي لدخول قوات التحالف إلى اليمن بريًا بمشاركة مصر بالقوات البحرية والبرية لتأمين ممر مضيق باب المندب". ولليوم العاشر على التوالي، تواصل طائرات تحالف تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية لقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، ومسلحي جماعة "الحوثي" ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تقول الرياض إنها تأتي استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريًا ل "حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية". وتشارك في العملية 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن ومصر وباكستان، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمر بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للتحالف.