الكيس ب 600 جنيه.. «دليفري خاص» للفصائل النادرة.. وخطوط ساخنة للتواصل مع المتبرعين كثير ما نسمع عن السوق السوداء فى البنزين والسلع التموينية وعلى رأسها أنابيب البوتاجاز والدولار وهناك نوع آخر من التجارة الحرام التى فرضت نفسها على الساحة وانتعشت جدًا فى بنى سويف وهى الربح من خلال الدم. تؤكد تصريحات المسئولين المتكررة، أن الدم يصل بطريقة آمنة إلا أن هذا الأمر ينافى الواقع تمامًا فى بنى سويف تلك المحافظة التى تمتلك 6 منافذ رئيسية للدم على رأسها بنك الدم الرئيسى بالمستشفى العام والمستشفى الجامعى وعدد من بنوك المستشفيات المركزية.
ظاهرة شراء الدم من المعامل الخاصة أو من بعض عيادات الأطباء انتشرت جدا فى المحافظة وأصبح لها سوق سوداء تديرها مافيا لها قوانينها الخاصة كونت شبكة بين قرى ومدن المحافظة حتى وصل الأمر إلى وجود متبرعين ديلفرى ممن يحملون بعض الفصائل النادرة يقتسم المتبرع القيمة المالية مع المعمل أو مستشفيات بير السلم .
تقول مديحة محمود موظفة، مقيمة مركز ببا جنوب المحافظة، إنها اضطرت إلى شراء أكياس الدم من أحد المعامل الخاصة بالمركز وذلك لعدم توافر الفصيلة فى بنك الدم ببنى سويف الذى من المفترض أن يكون المنفذ الرئيسى للدم فى المحافظة.
وأوضحت، أن أى مركز خاص ليس له وكالة أو وضع قانونى لبيع الدم ولكنه يقوم بذلك بغرض الربح عن طريق بيع أكياس الدم بأسعار مرتفعة يصل سعر الكيس الواحد 600 جنيه. وكشف س. ع . ا عن أن فصيلة دمه نادرة ( ب سالب ) وفى حالة احتياج شخص ما لهذه الفصيلة تقوم المستشفى أو المعمل بالاتصال بى كى أقوم بالتبرع نظير مبلغ 600 جنيه يكون نصيبى منها 300 ، وال 300 الأخرى بياخدوهم فى المستشفى أو المعمل، والعمل دليفرى ده أكل عيشى .
فيما أشار ن . جمال، أحد المتبرعين المشهورين فى المحافظة إلى أن أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة منحه 3 أرقام محمول لسهولة التواصل مع المحتاجين وأنه يتلقى اتصالات من جميع مراكز وقرى المحافظة ولكنه لا يتبرع إلا لمن يستحق خاصة فى الحوادث. وأوضح، أنه تلقى اتصالا من سيدة فقيرة توسلت إليه أن ينقذ طفلها الذى أصيب بنزيف أثناء إجرائه عملية ختان وعندما رآها رق لحالها ورفض أن يتقاضى منها أى شىء مؤكدًا أن ده يعتبر صدقة أما الأغنياء فده بيع وشراء.
وتابع شريف عبد العظيم فنى تركيبات بالمنطقة الصناعية، أنه تعرض لموقف لا ينساه عندما أقدم على استئصال اللوزتين لصغيره محمد بعد أن كادت تسبب فى إصابته بروماتيزم على القلب وأثرت على قدميه وطلب منه الجراح ضرورة وجود كيس دم خوفًا من حدوث نزيف للطفل لأنه يعانى من ضعف عام فذهب إلى بنك الدم لشراء كيس فاشترطوا وجود متبرع آخر وعندما عرض عليهم التبرع اكتشف عن طريق التحاليل إصابته بالأنيميا ويحظر عليه التبرع وفشل فى الحصول على متبرع فسبقته دموعه على نفسه وعلى طفله حتى رقت له إحدى الممرضات وأعطته رقم محمول وقالت له اتصل بالرقم ده وهتلاقى أكثر من متبرع بس بفلوس واضطر إلى دفع 400 جنيه للمتبرع وتيسر له الحصول على كيس الدم. وكانت المفاجأة داخل بنك الدم باعتراف إحدى الممرضات التى أصرت على عدم ذكر اسمها بوجود سوق سوداء للدم بالمحافظة، وهناك متبرعون معروفون بالاسم يتقاضون مئات الجنيهات ولديهم شبكات تسهل لهم التواصل مع متبرعين آخرين، وهو ما لا يمكن إنكاره محذرة من إمكانية وقوع كارثة فى حالة إصابة أى من هؤلاء المتبرعين بأحد أمراض الدم أو حتى الإيدز أو الزهرى أو فيروس سى . وداخل أحد المعامل المتهمة بتجارة الدم فى مدينة بنى سويف، أنكرت الدكتور م. ف أن يكون هناك سحب دم من خلال المعمل موضحة أن المعمل للتحاليل فقط ونقبل تحليل الدم لأى شخص يريد أن يتبرع بالدم سواء فى بنك الدم أو لأحد أقاربه ولا علاقة لنا بأى أنشطة طبية أخرى وأى معمل يتجاوز نشاطه المرخص به يتعرض للمسائلة القانونية. كما أكد الدكتورة أمنية محمد مدير إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة أن بنك الدم الرئيسى بالمحافظة يعتمد على تبرعات الأهالى وهو المصدر الأساسى لتغذية بنوك المستشفيات موضحة أن المستشفيات غير مصرح لها بتنظيم حملات تبرع بالدم فى الشوارع أو الأندية مشددة على أن أكثر نسب أكياس الدم نفادًا ( السالبة ) . شاهدالصور: