تصدر "اتفاق الإطار" حول الملف النووي بين إيران والمجموعة الدولية (5+1) مكاناً بارزاً في وسائل الإعلام الأميركية، بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عنه، وتباينت الصحف الأميركية في تعاطيها مع الاتفاق بين مرحب به ومحذر من تداعيات رفضه في الكونغرس وبين من اعتبر الاتفاق سيئاً كونه لا يلاتلاءم ومكانة أمريكا في العالم. صحيفة نيويورك تايمز أوردت الخبر تحت عنوان "اتفاق نووي مع إيران يعدُ بالأمل"، مؤكدة على أهمية الاتفاق من عدة نواح، على اعتبار أن الاتفاق سيضمن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي في المستقبل، وسيساهم بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ويعيد إيران من جديد إلى حضن المجتمع الدولي. واشنطن بوست : بارقة أمل وأشارت الصحيفة أنَّ اتفاق الإطار الذي تمَّ التوصل إليه يعدُّ شاملاً ومفصلاً أكثر مما كان منتظراً، ولم تغفل الصحيفة من وضع الشكوك والشبهات من نية إيران الحقيقية في التوصل لاتفاق نهائي. أما صحيفة واشنطن بوست فتطرقت في خبرهها إلى المهمة الصعبة التي سيواجهها باراك أوباما في طرح هذا الاتفاق أولاً في الكونغرس، ثم في إقناع حلفائها المتخوفين من النفوذ والطموح الإيراني في الشرق الأوسط وعلى رأسهم إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أنَّ الولاياتالمتحدة الأميركية قد تكون أمام فشل دبلوماسي كبير، في حال اعتراض الكونغرس على الاتفاق وعدم مروره، وخاصة بعد إعلان الاتفاق على لسان رئيس البلاد. وعلق فريد زكريا الكاتب الصحيفة بالقول: إنَّ العقوبات المفروضة على إيران تعدَّ "فريدة من نوعها" بسبب مشاركة دول كبيرة في تطبيقها، وقال زكريا إنه في حال رفض الولاياتالمتحدة (الكونغرس) لهذا الاتفاق، فإن الدول الأخرى سترفع عقوباتها عن إيران رويداً رويداً وستعيد علاقاتها مع طهران، ولن تلقي بالاً للرفض الأميركي لاتفاق يعدُ" مقبولاً". وول ستريت تحذر أما صحيفة وول ستريت جورنال فاوصفت اتفاق الإطار ب "السيئ" محذرة منه، وقالت إن الرئيس أوباما في طريقه لترك عبء ثقيل لمن سيخلفه من ملفات السياسة الخارجية وعلى رأسها الاتفاق النووي مع إيران "الخطير"، حسب وصفها، وبيَّنت الصحيفة في خبرها التحليلي أنَّ تلكؤ أوباما في استخدام القوة، فجَّر أزمات وحالة عدم استقرار في أماكن عديدة من العالم. سي أن أن : صعوبة التمرير أما قناة "سي إن إن" فلفتت في تعليقها على الاتفاق، أنَّ الإدارة الأميركية الحالية ستواجه صعوبة كبيرة في تمرير الاتفاق في الكونغرس، مذكرة بوجود أعضاء يطالبون بفرض مزيد من العقوبات على إيران. وستقوم إيران، وفقا لما تم الاتفاق عليه، بإخراج ثلثي مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب خارج البلاد، ولن تقوم خلال 15 عاما على الأقل بتخصيب اليورانيوم بنسبة أكبر من 3.67%. وسيبقى البرنامج النووي الإيراني تحت المراقبة عشر سنوات، وستوضع أجهزة الطرد المركزي الفائضة والبنية التحتية اللازمة لتخصيب اليورانيوم الزائدة عما تم الاتفاق عليه، في مكان محدد تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسيتم تحويل منشأة "فوردو" النووية إلى مركز أبحاث نووية وفيزيائية، ولن تبقى في إيران أي مؤسسة لتخصيب اليورانيوم بخلاف منشأة "ناتانز". وسيقوم الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية، في المقابل، برفع العقوبات المفروضة على إيران، بعد أن تقوم بتنفيذ جميع ما تم الاتفاق عليه بخصوص برنامجها النووي، إلا أنه سيتم إعادة فرض العقوبات في حال لم تلتزم طهران بالاتفاق.