ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الاحد أنه بالرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أبدت في الآونة الأخيرة قدرا من التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران في ملفها النووي، إلا أن وقائع المحادثات الأخيرة في بغداد قضت على ذلك التفاؤل. وأضافت الصحيفة الأمريكية - في سياق مقال إفتتاحى لها أوردته على موقعها الإلكتروني - أن المفاوضين الإيرانيين رفضوا العرض الذي قدم من قبل الولاياتالمتحدة وشركائها الخمسة في المفاوضات، ويتضمن خطوات لبناء الثقة بين الطرفين، ويحتوي على اعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وهو تنازل يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم غير مستعدين له. وتتابع الصحيفة قولها ، وفي هذه الحال يبقى الاتفاق الموضوعي الوحيد الذي انبثق عن محادثات العاصمة العراقية بغداد هو الاتفاق على عقد جولة أخرى من المحادثات في العاصمة الروسية موسكو خلال الشهر المقبل. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأنه في الوقت الراهن تخدم سياسة المماطلة كلا من الطرفين.. فإيران تستخدمها للمضي قدما في برنامجها، حيث تقول تقارير استندت إلى جولات تفتيشية أجريت مؤخرا في طهران على منشآتها النووية، أن إيران مستمرة في إضافة أجهزة الطرد المركزي إلى مرفق نووي تحت الأرض يسمى "فوردو". وفي الوقت نفسه، تأمل الولاياتالمتحدة والشركاء أن يضيف تنفيذ العقوبات المنتظرة في نهاية شهر يونيو المقبل -والتي تتضمن حظرا أوروبيا على النفط الخام الإيراني- المزيد من الضغط على إيران. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن هناك مايبرر بعض صبر الولاياتالمتحدة ، والذي تستفيد منه إيران من خلال مواصلة عملية تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية، والتي قد تكون في مأمن تقريبا من هجوم عسكري اسرائيلي. وأوضحت الصحيفة أن أخطر مايقلق الآن بشأن محادثات بغداد هو فشلها في إظهار أن نظام المرشد الإيراني علي خمانئي قد اتخذ قرارًا استراتيجيًا بالتوصل إلى تسوية، وبدلا من ذلك سعت إيران للحصول على شيء مقابل لا شيء، فقد سعت إلى قبول الغرب لتخصيبها لليورانيوم مقابل تأكيدات بأنها لا تسعى للحصول على سلاح نووي ، فضلا عن وعود بتعاونها مع المفتشين الدوليين. ولفتت الصحيفة إلى أن في الحقيقة، لا يوجد "الحق" في معالجة اليورانيوم في بنود معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وقد صدرت عدة قرارات من مجلس الأمن الدولي تطالب إيرن بوقف تخصيب اليورانيوم. وواصلت الصحيفة لافتة إلى قبول إدارة أوباما البحث في الموافقة على تخصيب إيران لليورانيوم ولكن في نهاية عملية تفاوضية ناجحة ؛ وحتى مع ذلك فقد يكون قرار السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم أمرا غير مقبول لإسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن السؤال الأهم في الوقت الحالى يتمحور حول مااذا كان التوصل إلى اتفاق مؤقت يوفر شراء الوقت ممكنا في الظروف الحالية.. مشيرة إلى أن تفاؤل الإدارة الأمريكية كان يستند إلى قبول إيران بوقف عمليات التخصيب المتقدمة وتصدير مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الغرب ووقف العمليات في "فوردو"، وذلك مقابل عدة تنازلات غربية مثل السماح بتصدير قطع غيار الطائرات التجارية لإيران ومنحها وقودا لمفاعلها النووي للنظائر الطبية. وقالت انه في بغداد وخلال المحادثات ، رفضت إيران هذا العرض معتبره أنه منحاز ضدها، ويبدو أنها تتوقع تخفيفا في العقوبات المفروضة عليها مقابل وقفها لعمليات تخصيب اليورانيوم. وفي ختام مقالها قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التطلعات الإيرانية يجب ألا تكون مقبولة للغرب، فالعقوبات ما هي إلا بداية لعملية جادة لتكسير عظام النظام الإيراني، ويجب أن تبقى العقوبات على حالها حتى يتم القضاء على التهديد الذي تمثله نشاطاتها النووية.. وبالإضافة إلى أن فرص رضوخ "نظام خامنئي" لهذه المتطلبات تبقى بعيدة ،إلا أنه يجب ألا تعطى إيران الوقت الكافي لبناء ونصب أجهزة الطرد المركزي، ولذا يجب أن تكون الجولة القادمة من المحادثات مثمرة أكثر بشكل إيجابي.