ليسوا مصريين وأن حملوا أسماء كلها عربية .. وأن كان منهم محمد وعيسى وصليب .. هؤلاء ليسوا منا .. وأن عاشوا بيننا وعرفناهم اسماً ومولداً وتاريخاً .. هؤلاء خرجوا عن المألوف .. بل هم من فقدوا ضمائرهم ومشاعرهم وأحاسيسهم .. ليس أقل من مطاردتهم بل ومحاسبتهم على ما اقترفوه في حق البلاد والعباد .. الذين تواجدوا بالمئات بل وآلاف أمام التليفزيون المصري .. آثمون .. مهما كانت منطلقاتهم وعقائدهم .. وقد تعلمنا ( أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) هذه قاعدة شرعية ثابتة بل وراسخة ليست للمسلمين وحدهم وإنما لكل من ارتضى طوعاً أو كرهاً المكث في هذا البلد .. وقد تعهده الله بالأمن والسكينة .. مطلوب محاسبة ومعاقبة كل من أطلق النار على جهاز الشرطة ورجال القوات المسلحة .. بل وكل من أحرق الممتلكات العامة والخاصة .. هؤلاء مأجورون .. يدرون أم لا يدرون .. فقد ارتكبوا جريمتهم .. وعلى مرأى ومسمع .. بل ودون خجل .. هم من فقدوا شهامتهم ومروءتهم ليس أقل من إسكاتهم وبكل الطرق المشروعة .. وحتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى . هؤلاء الذين لقوا حتفهم من المدنيين أو رجال الشرطة والقوات المسلحة .. ما جريرتهم بل بأي ذنب قتلوا ؟ فالإنسان بنيان الله في الأرض ملعون من هدمه .. وآثم من تراخى عن نجدته .. نحن جميعاً مدانون في حق إسلامنا بل ومصرنا .. فالإسلام لا يعرف الفوضى بل هو من نادى بالحرية المسئولة الخالية من الشوائب والتبعات .. أما مصر فدعونا نقولها بصراحة المؤامرات تلاحقها والنوائب تطاردها والأعداء يتربصون بها .. لم يعد يكفي غمس الرؤوس في الرمال فالساكت عن الحق شيطان أخرس .. نحن على مشارف تجربة انتخابية فريدة وعظيمة والقلائل تثار بين الحين والآخر .. من يقف ورائها ومن هم الجناة الحقيقيون .. هل هم من جلدتنا .. أم أن المؤامرة كبيرة .. وهل هم فعلاً ممن ينطبق عليهم ( قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) هؤلاء خطرهم داهم .. بل ومحدق .. ليس أقل من استئصالهم والوقوف على مكرهم .. ويا كل المصريين مسلمين وأقباط يا من ارتويتم بماء النيل وتنسمتم هوائه العليل .. يا من امتزجت دمائكم في كل الحروب وكان منكم الشهداء والضحايا .. يا من زهقت أرواحكم غدراً على أيدي الصهاينة .. يا من أصابكم القرح عندما ضرب الزلزال أركان البلاد .. يا من تعانقتم مسلمين ومسيحيين عندما سقطت أو أسقطت طائرة مصر للطيران .. يا من طاردكم الموت وكنتم ضحايا لقطار الصعيد .. وفي كل الملمات والنوائب كنتم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .. هل يكفينا الوقوف مكتوفي الأيدي .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .