العمال: بعد 8 سنوات عمل اكتشفنا أننا عمالة وهمية بعقود مزورة يعيش 3200 عامل بمساجد الأوقاف بالإسكندرية كارثة حقيقية بسبب توقف وزارة الأوقاف عن صرف أجورهم منذ شهر نوفمبر من العام الماضى 2014، وسط وعود مكررة من الوزارة ومسئوليها الفرعيين بمديرية أوقاف الإسكندرية بأن الأزمة فى طريقها للحل. "المصريون" رصدت رحلة احتجاج العمال منذ خمسة شهور حتى الأسبوع الماضي، من خلال الحديث معهم للتعرف على معاناتهم. فى البداية يقول: حسام الدين مصطفى ورفاقه من عمال مديريات أوقاف الإسكندرية، "تعالى شوف مصيبتنا ..لحد امتى مش لاقيين نأكل عيالنا؟". وأضاف "أننا اكتشفنا مشكلة عدم تثبيتنا فى الوزارة مصادفة، وذلك عند قيامنا باستخراج بطاقة الرقم القومي، طلب منا موظفو السجل المدنى قرار يثبت تبعيتنا لوزارة الأوقاف لإرفاقه فى بيان العمل ضمن الأوراق الثبوتية الخاصة باستخراج البطاقة، لكن الوزارة قالت لنا إن قرار تعييننا مزور وإننا مجرد عمالة وهمية، وذلك بعد كل تلك السنين اللى قبل كده". وتابع، أن جميعنا نعول أسرًا، وبعضنا حصل على قروض من البنوك بضمان عمله، وعاجزين عن سداد تلك القروض، منذ وقف صرف أجورنا. وأوضح بدر إسماعيل، عامل بأحد مساجد الأوقاف أنه منذ عام 2007، عملت ولمدة ستة شهور بأجر شهرى 68 جنيهًا، زاد بعد تثبيته ليصل ل 300 جنيه، وبعد ثورة يناير ارتفع إلى 700 جنيه، حتى تم تشكيل لجنة فى شهر سبتمبر 2014، قررت عدم أحقيته أو تبعيته لوزارة الأوقاف وأحقية الوزارة فى نقله لأى عمل. فيما أكد عبد العظيم المهدى المتحدث باسم العمال، أنهم ينوون دراسة خطوات التصعيد إما بالاعتصام والمبيت فى مقر وزارة الأوقاف أو الدخول فى إضراب جزئى عن الطعام. وأوضح أنه منذ تشكيل لجنة سبتمبر، والأزمة مستمرة، حيث تم فتح باب القبول لملفات العاملين الذين لم يصدر لهم قرار تعيين، وتضمنت تلك الشروط، بند توثيق إقرار من الشهر العقارى ينص على قبولهم للنقل بأى عمل تابع لوزارة الاوقاف، وإعادة إجراءات التقديم بالمديرية كمتقدم جديد للعمل، برغم عملهم من عام 2007 أى منذ قرابة 8 سنوات، وفق ما ذكره أكثر من عامل. وطالب العمال، مديرية الأوقاف بالإسكندرية، بصرف رواتبهم، لكنها أخبرتهم بوقف الصرف لحين تنفيذهم الإجراءات التى أقرتها اللجنة، وهى سحب الملفات والتقدم للعمل من جديد، وسحب العمال الملفات، ولكن المديرية لم تتسلمها، سوى شهر ديسمبر الماضى بعد مضى شهرين من وقف صرف العمال. وأوضح محمد حامد عامل مفصول من المديرية، أنهم أجبرونا على التوقيع على إقرار عند مطالبتنا بصرف أجورنا المتوقفة، ينص على قبول العمل بأى مديرية تابعة لوزارة الأوقاف على مستوى الجمهورية، واعتبار تعيينى كعامل جديد من تاريخ توقيع الإقرار، وعدم أحقيتى فى المطالبة بأى حقوق عن مدة العمل السابقة بالأوقاف، واعتبار الإقرار تنازلا عن أى دعوى قضائية قد أقامها العامل للمطالبة بأى مدة عمل سابقة بالأوقاف، وبالتالى تنازل عن مدة العمل السابقة. وقد تسبب وقف العمال عن العمل فى حالة من الغضب والتهديد بالاعتصام والإضراب عن الطعام حتى حل مشاكلهم، مرددين هتافات " 6 شهور شغال شحات وأنا موظف فى الأوقاف، انتى فين يا حكومة الأوقاف ظلمونا، الوزير باطل، الوزير ظالم ، شغالين شغالين بقالنا 10 سنين، حسبى الله ونعم الوكيل". كما رفعوا لافتات تحمل عبارات "لا للظلم، بلاغ للنائب العام راتبى موقوف منذ ست شهور من المسئول، ونروح لمين ومين يسمعنا ملناش غيرك يارب". من ناحيته صرح الشيخ أحمد عبد المؤمن؛ وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن المشكلة تم رفعها للوزارة، وما تقوم به الوزارة هى محاولة لتقنين أوضاع العمال بعد أن عملوا فترة دون تعيين أو أى حقوق تكفلها لهم الأوقاف. وتضم مديرية الأوقاف بالإسكندرية 14 مديرية فرعية تشمل كل أنحاء المحافظة، يعمل بها حوالى خمسة آلاف عامل. يذكر أن تلك الأزمة التى يعانى منها عمال المساجد بمديرية الأوقاف بالإسكندرية، بدأت منذ اعتبارهم عمالة وهمية وليسوا تابعين لوزارة الأوقاف برغم عملهم بالمديرية منذ عام 2007، وأحقيتهم فى التعيين وفقًا للقرار رقم 257 لسنة 2014، الذى نص على ضم بعض المساجد الأهلية لوزارة الأوقاف. شاهد الصور: