نددت فعاليات مغربية ناشطة في مناهضة التطبيع مع إسرائيل باحتضان إحدى الجامعات المغربية بمدينة إفران شرقي العاصمة الرباط للقاء حول المحرقة اليهودية "هولوكوست" بحضور وفد طلابي من برنامج "كيفونيم" الدراسي، الذي تموله الوكالة اليهودية لإسرائيل، الأمر الذي تسبب بجدل واسع في المملكة. وكان الموقع الإنجليزي لصحيفة "هآارتس" الإسرائيليّة، نشر مؤخرًا مقالاً تحت عنوان: "جامعة في المغرب تنظم أول ندوة حول المحرقة في الوطن العربي"، شكّل منطلقًا لفعاليات مناهضة التطبيع بالمغرب، للتنديد بمبادرة جامعة "الأخوين"، التي تعتمد منهجًا تعليميًا أمريكيًا. وقالت جمعية التضامن المغربي الفلسطيني، ومبادرة مقاطعة الاستثمارات الإسرائيليّة التي يرأسها المغربي سيون أسيدون (يهودي الديانة)، في رسالة مفتوحة إلى رئيس الجامعة: إنّ "الدعاية الصهيونية لا تعوزها الوسائل والإمكانيات لتبرير ما لا يمكن تبريره، فهي قادرة على توظيف جرائم النازيين في ذات الوقت، الذي تستغل فيه تقاليد التسامح وتعايش الأديان في بلادنا". ونبهت الرسالة إلى أنّ "الإطلاع على الموقع الإلكتروني لجمعية كيفونيم لا يدع مجالا للشك أو التساؤل حول طبيعتها وأهدافها الصهيونية. فالموقع يخبرنا مثلاً أنّ الجمعية مقرها القدس... وأنها تثمّن الإنجازات العظيمة والتاريخيّة لدولة إسرائيل"، وأضاف: "في الحقيقة لا يوجد أفضل من هذا الموقع لمتابعة مدى الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني". وتساءلت الرسالة:"هل يُعقل أنّ تتجاهل جامعة ما الجرائم التي ارتبطت باحتلال فلسطين كما وقعت في الماضي وكما تقع الآن؟ هل من الممكن أن ننسى عمليات التطهير العرقي الذي نفذتها وتنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، منذ أن طردت معظمهم وحولتهم إلى لاجئين في عام 1948؟". واعتبرت الرسالة أنّ "الشراكة مع المؤسسات الصهيونية، بما فيها جمعية كيفونيم لا يتنافى وحسب مع الالتزامات الدولية للمغرب الذي يترأس لجنة القدس، بل يتعارض تعارضًا تامًا مع أخلاقيات اكتساب المعرفة، سواء في تقاليدها الكونية أو الوطنية، والتي لا ينبغي لجامعة الأخوين أن تشذ عنها".