قتل 35 شخصا بينهم 28 من عناصر داعش سقطوا في قصف دولي وعراقي على مدينة تكريت شمالي العراق، بالإضافة إلى 7 مدنيين قتلوا جراء تفجير منزل مفخخ جنوب تكريت، بحسب مصادر عسكرية وأمنية. وقال مسئول عسكري إن 28 عنصرا من تنظيم داعش قتلوا جراء قصف مكثف للطيران الدولي والعراقي طال مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين العراقية (شمال). وبحسب ضابط في الجيش العراقي، طلب عدم نشر اسمه، للأناضول، فإن "القصف الذي طال حي شيشين جنوب تكريت وأحياء وسط المدينة أسفر عن 28 قتيلا من داعش وتدمير مخازن للأسلحة”. وانطلقت في ساعة متأخرة من مساء أمس عمليات عسكرية جديدة، قالت الحكومة العراقية إنها المرحلة الأخيرة لتحرير تكريت، من قبضة مسلحي داعش الذين سيطروا على المدينة الصيف الماضي. وتجري العمليات بمشاركة دولية، كما تشهد المدينة معارك على الأرض وقصفا مكثفا بحسب مراسل الأناضول في تكريت. وإلى الجنوب من تكريت بنحو 75 كلم، قتل 7 مدنيين في انفجار منزل ملغم، بحسب مصدر أمني. وقال النقيب بالشرطة العراقية خالد الدراجي لوكالة الاناضول إن "منزلا مفخخا انفجر وبداخله 7 مدنيين بينهم 3 أشقاء في بلدة الإسحاقي جنوب تكريت، ما أسفر عن مقتلهم في الحال”. وتقع تكريت إلى الشمال من بغداد بنحو 175 كلم، وهي مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين، ويدين أغلب سكانها بالولاء لحزب البعث المنحل (كان يرأسه صدام حسين) وهي منطقة استراتيجية لوقوعها على الطريق الرابط بين العاصمة العراقيةبغداد ومحافظة نينوى، شمالي البلاد. وعلى صعيد متصل، ناقش رئيس الوزراء حيدر العبادي مع وزير الدفاع خالد العبيدي، صباح اليوم الخميس، تنفيذ الصفحة الثانية من عملية تحرير مدينة تكريت. وذكر بيان لوزارة الدفاع تلقت الأناضول نسخة منه إن الجانبين "ناقشا بحضور قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن طالب شغاتي، تنفيذ الخطة المتعلقة بالصفحة الثانية من القتال في عملية "لبيك يا رسول الله"، في مدينة تكريت". إلى ذلك، قال أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين في تصريحات للأناضول إن "هناك انزعاجا داخل العراق وخارجه من تقدم القوات في تكريت". ولم يفصح الكريم عن سبب الانزعاج، مكتفيا بالقول إن "هناك مساعدة دولية للمشاركة في الحرب على داعش بتكريت واستشارة إيرانية باعتراف من قبل قيادات الحشد الشعبي". وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أن قوات التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، بدأت عملية جوية ضد أهداف تنظيم داعش في مدينة تكريت العراقية. وأضاف أنه “لم أشاهد أي مقاتل إيراني أو من الحرس الثوري (قوات عسكرية إيرانية) على الأرض رغم وجوده في الميدان، لكن الاستشارة الإيرانية موجودة”. وتقول وسائل إعلام إيرانية ومصادر عراقية إن إيران تتواجد وبقوة بتكريت، وأظهرت صورا رسمية وجود قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني في ساحات القتال بتكريت. من جانبها، أعلنت كتائب حزب الله إحدى تشكيلات الحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة العراقية) أنها بدأت بسحب بعض من قطعاتها العسكرية من محافظة صلاح الدين. وأوردت الكتائب في بيان أذاعته قناة "الاتجاه" المحلية التابعة لهم، أنهم بدأوا بسحب المقاتلين احتجاجاً على تدخل ما يسمى "التحالف الدولي" في عملية تحرير تكريت. وأعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، مساء أمس الأربعاء، استئناف العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت بعد توقف استمر أكثر من 10 أيام. وأوقفت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي تقدمها باتجاه مركز مدينة تكريت، ل"إعادة تنظيم صفوفها ووضع الخطط العسكرية"، وفقا لما أعلنه آنذاك، عدد من القادة العسكريين. ومطلع الشهر الجاري، بدأ العراق حملة عسكرية واسعة بمشاركة 30 ألفا من قوات الجيش والشرطة والفصائل الشيعية المسلحة، وأبناء العشائر السنية لطرد "داعش" من تكريت. وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش" صيف العام الماضي، بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.