قال أشرف المريمي، الناطق الرسمي باسم الشركة العامة للكهرباء في ليبيا (حكومية)، إن شركته التي تمارس عملها من العاصمة الليبية طرابلس، بدأت في تحصيل الفواتير المتراكمة للكهرباء من المناطق الواقعة في غرب البلاد، وخاصة المدن الكبرى مثل طرابلس والزاوية ومصراتة، وذلك في مساعي لتحصيل جزء من مستحقاتها المتأخرة منذ عام 2011 والبالغة حوالى نصف مليار دينار (359.7 مليون دولار) تقريبا. ولم يسدد المواطنون الليبيون أي فواتير للكهرباء مند عام 2011. وقال المريمى في تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء إن هناك تجاوب كبير من قبل المواطنين من أجل دفع قيمة الفواتير المتأخرة عليهم على دفعات، مشيرا إلى أن الشركة تعانى من نقص حاد في السيولة المالية، وتحاول تدبير موارد مالية لكى تواصل عملها. وقال سكان محليون بطرابلس، لمراسل الأناضول إن الموظفين التابعين للشركة العامة للكهرباء قاموا بتوزيع فواتير استهلاك الكهرباء على المنازل، مع تحذير المواطنين من إمكانية قطع التيار الكهربائي في حالة عدم السداد في غضون أسبوع. وحول ما إذا كانت عملية تحصيل الفواتير المتأخرة تشمل شرق ليبيا، قال المسؤول الليبي: " لا علم لدى بهذا، الأمر يقتصر حاليا على تحصيل الفواتير في غرب ليبيا". وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة الموقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني التي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس (غرب). وقال المريمى إن هناك حالة استقرار في شبكة الكهرباء في المنطقة الغربية بليبيا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن طاقة إنتاج الكهرباء تصل حاليا إلى 4740 ميجاوات يوميا، وأن هناك فائض في الشبكة يقدر بحوالي 90 ميجاوات يوميا، خاصة في ظل استقرار الأحوال الجوية وانتهاء موجة انخفاض درجات الحرارة التي ضربت البلاد خلال الفترة الماضية، والتى رفعت من معدلات استهلاك أجهزة التدفئة و غيرها. وأشار المريمى إلى أن المنطقة الشرقية في ليبيا انفصلت تقريبا عن شبكة الكهرباء المركزية الليبية، بسبب الصراعات المسلحة في المنطقة.
وتعاني شبكة الكهرباء في ليبيا من أعطال متكررة ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي جراء استهداف الأبراج والمحطات الكهربائية الرئيسية بقذائف صاروخية ناتجة عن الاشتباكات المسلحة بين فصائل متقاتلة ما دفع المؤسسة الحكومية للكهرباء للتحذير من انهيار وشيك سيصيب الشبكة الكهربائية خاصة في شرق البلاد. وكان رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء (حكومية) في ليبيا على المحمودي، قد قال لوكالة الأناضول في نهاية العام الماضي إن قيمة الأضرار التي تعرض لها قطاع الكهرباء والطاقة بسبب المعارك المسلحة في شرقي البلاد وغربها بلغ حوالي 118 مليون دينار (84.9 مليون دولار). وتكبدت الشركة العامة للكهرباء، خسائر ضخمة بلغت نحو مليار دينار (719 مليون دولار) حتى نهاية 2013، بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني مما أدى لتعرض مقارها ومواقعها للسرقة وعمليات التخريب. وتصرف ليبيا سنويا 800 مليون دينار (575.5 مليون دولار)، لدعم الكهرباء في البلاد. وتشهد مناطق شرق وغرب ليبيا معارك عنيفة منذ أشهر مما أسفر عن تدمير كبير للبنية التحتية بالبلاد.