أعلنت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن مجموع انبعاثات الكربون من الغابات تراجع 25 % خلال 14 عاما بين 2001 و2015، بفضل تباطؤ معدلات إزالة الغابات على سطح الكوكب. وقالت الفاو في تقرير حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه اليوم السبت إن انبعاث العوادم الكربونية العالمية الناتجة عن إزالة الغابات تراجع من 3.9 إلى 2.9 شيغاطن (ألف مليون طن)، من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً خلال الفترة 2001-2015. وأصدرت "الفاو" هذه الأرقام لأول مرة بمناسبة اليوم الدولي للغابات، الذي يصادف اليوم. وصرح المدير العام لمنظمة "لفاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا، "من المشجع مشاهدة اتجاه إزالة الغابات يتراجع ككل، وأن بعض البلدان في مختلف المناطق أحرزت تقدماً ملحوظاً مثل كوستاريكا، وتشيلي، وأوروغواي، والبرازيل، وكاب فيردي، وفيتنام، والصين، والفلبين، وجمهورية كوريا الجنوبية، وتركيا وغيرها". وأضاف " بودي أن أحث جميع تلك البلدان على تبادل الخبرات الناجحة مع غيرها... ومن خلال برنامج التعاون فيما بين بلدان الجنوب، تقف منظمتنا على أهبة الاستعداد لتسهيل هذا التعاون وتبادل المعارف المتاحة". وشدد المدير العام للمنظمة على أن الإدارة الأكثر استدامة للغابات ستقود إلى خفض انبعاثات الكربون منها، بما لذلك من دور حاسم في التصدي لآثار تغيّر المناخ. وقال إن "الغابات لها دور حاسم في توازن الكربون الأرضي حيث تختزن ما يقرب من ثلاثة أرباع كميات الكربون المتواجدة في الأجواء"، مضيفاً أن "إزالة الغابات وتدهورها تزيد من تركز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، في حين أن المناطق الحرجية ونمو الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون باعتباره أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري". ويساعد امتصاص الغابات للكربون على الموازنة جزئياً للانبعاثات الكلية الناجمة عن تحويل الغابات إلى نماذج أخرى من استخدام الأراضي. وبوسع الغابات أن تمتص وتخزن ملياري طن إضافية من ثاني أكسيد الكربون سنوياً (2011-2015)، باستثناء الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات ذاتها. وقالت الفاو إن البلدان المتقدمة تواصل كونها الجزء الأكبر من بالوعة الكربون العالمية، بحصة تقدر بما يبلغ 60 % (2011-2015) من المجموع العالمي إلا أن هذه الحصة تراجعت مع ذلك من 65 % (2001-2010)، ويعزى ذلك أساساً إلى تباطؤ إنشاء غابات جديدة مغروسة. وبالمقارنة، تمتص غابات البلدان النامية نحو 40 % من مجموع عوادم الكربون في أجواء الكرة الأرضية. وعلى المستوى الإقليمي واصلت إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وإقليم البحر الكاريبي إطلاق كميات من الكربون تتجاوز ما تمتصه، وإن تراجعت الانبعاثات من إفريقيا وأمريكا اللاتينية كمياً بين عامي 1990 و2015. وتمثل البرازيل وحدها أكثر من 50 % من عوامل التقليص الكلي المقدَّر لانبعاثات الكربون بين 2001 و2015. ومثلّت غابات أوروبا وأمريكا الشمالية بالوعات صافية لامتصاص الكربون خلال الفترة 1990-2015، إذ امتصت من الكربون أكثر مما أطلقته في الأجواء في حين لم يظهر إقليم أوقيانوسيا (بلدان وجزر المحيط الهادي) اتجاهاً واضحاً بالنسبة لانبعاثات الغابات خلال نفس الفترة.