دعا الرئيس التونسي، الباحي قايد السبسي، إلى "مصالحة وطنية تشمل الجميع"، مؤكدًا التزامه بكل تعهدات الحكومات السابقة. وقال السبسي، في خطاب بمناسبة الذكرى 59 للاستقلال عن فرنسا بقصر قرطاج، اليوم الجمعة، : "لابد أن نعمل مصالحة وطنية تشمل الجميع.. وطبعا ال الباندية (المجرمون) ومن سرق ونهب فهناك محاكم". وأضاف الرئيس التونسي: "هذه المصالحة لابد لها من قانون يمر على مجلس نواب الشعب"، مشيرًا إلى أن "رجال الأعمال مستعدون (لهذه المصالحة) ولهم أموال ولكنهم خائفون وسياسة الخوف لا تنفع". وانتقد السبسي الأوضاع الاقتصادية قائلا: "التونسيون لم يعودوا يعملون ومواردنا قليلة"، لافتًا إلى "تعطل إنتاج الفوسفات أهم موارد تونس منذ 2008 لمطالب احتجاجية مما اضطر الحكومات إلى الاقتراض". وتابع: "لابد من الإقدام على إصلاحات موجعة"، مستدركا: "لا تصبح موجعة إذا توحدنا". وطالب السبسي رجال الأعمال التونسيين بالاستثمار، قائلا: "جلب الاستثمارات لا يأتي إذا التونسيون لم يستثمروا"، مؤكدًا على أنه "لا بد من إصلاح مجال الاستثمار وهذا مطلب العالم كله منا". كما أكد السبسي التزامه بكل تعهدات الحكومات السابقة، قائلا: "نحن متعهدون بالتزامات كل الحكومات التي تمثل الدولة التونسية". وأوضح أنه "لا فرق بين حكومة حمادي الجبالي (ديسمبر/كانون أول 2011 إلى فبراير/ شباط 2013)، ولا حكومة علي العريض (مارس/آذار 2013 – يناير/كانون ثان 2014) ولا حكومة المهدي جمعة (يناير/كانون ثان 2014 – فبراير/شباط 2015)، لافتًا إلى أن "البعض لا يريد ذلك؛ لأن له نظريات مذهبية، ونحن مذهبنا تونس". وأشار السبسي، في خطابه، إلى تردي أوضاع المدارس التونسية التي بنيت إثر استقلال البلاد، مناديا بنظام تعليمي جديد "لابد من نظام تعليم آخر". وحول عملية متحف باردو الإرهابية أمس الأول الأربعاء، قال السبسي: "سننجح في كسب رهان الأمن وكسب معركة الإرهاب شرط الوحدة الوطنية". وأضاف: "رئيس الحكومة (الحبيب الصيد) سيعطي تقريرًا حول الإخلالات ولكن هناك نجاحات وإجراءات اتخذتها الحكومة للسيطرة على الوضع". وتحتفل تونس اليوم بالذكرى 59 لاستقلالها عن فرنسا بعد استعمار استمر لمدة 75 سنة. وبحسب وزارة الصحة، التونسية، فقد ارتفعت حصيلة قتلى هجوم باردو إلى 23 قتيلا من بينهم 20 سائحا ومنفذي العملية ورجل شرطة بالإضافة إلى 47 جريحا. وأمس الخميس، قال كاتب الدولة بوزارة الداخلية، رفيق الشلي، إن منفذي عملية باردو تدربا في ليبيا. وأضاف الشلي، في تصريحات متلفزة، أن "هذه العناصر المتطرفة التكفيرية غادرت البلاد خلال ديسمبر (كانون أول 2014) إلى ليبيا خلسة وتمكنوا من التدرب على الأسلحة في ليبيا وتمكنوا من العودة إلى البلاد خلسة". وأشار إلى أن أحد منفذي العملية ياسين العبيدي تم القبض عليه في فترة سابقة وأطلق سراحه، لافتًا إلى "وجود خلايا نائمة في المدن يمكن أن تقوم بعمليات ونحن نجمع الأدلة لإيقافهم".