تجاوز مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي (المياه من أجل الحياة في الصومال) والذي عقدته المنظمة بالقاهرة، اليوم السقف الذي حددته المنظمة لمجمل التعهدات المطلوبة من أجل حفر آبار ماء في الصومال، وذلك لسد النقص الحاد الذي أدى إلى مجاعة في الصيف الماضي، وأسفر عن العديد من الوفيات ونفوق الكثير من قطعان الماشية. وشهد المؤتمر الذي انعقد بتوجيهات من الأمين العام البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، إعلانا بحفر 582 بئرًا في أحد عشر إقليما من أقاليم الصومال، بتكلفة إجمالية تصل إلى 82 مليون دولار. وكانت المنظمة، قد عرضت على 32 منظمة إغاثة أهلية شاركت في المؤتمر، حفر عدد 218 بئرا، بتكلفة تصل إلى 36 مليون دولار، وذلك كتلبية للحد الأدنى من احتياجات الشعب الصومالي من المياه، ليتضاعف الرقم المطلوب الذي شكل بذلك دفعة قوية لعمل المنظمة في الصومال. واعتبر السفير عطاء المنان بخيت رئيس المؤتمر، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بالمنظمة، التجاوب الكريم للمنظمات الأهلية دليلًا على نجاح حملتها التي بدأتها في الأول من أغسطس الماضي، من خلال تقديم مساعدات غذائية طارئة للمتضررين جراء الجفاف. وأعلنت 27 منظمة عن حفر الآبار في فترة زمنية تستمر عامًا واحدًا، وأعرب السفير بخيت عن شكره وامتنانه للمنظمات التي وافقت على المساهمة في جهود المنظمة للبدء في مرحلة التعافي التي تسعى المنظمة للإسراع فيها تنفيذها عقب النجاح الذي حققته في مرحلة الإغاثة الطارئة والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، وخصّ السفير بخيت، الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الصومال بالشكر، لإعلان عزمها حفر 150 بئرًا، وهو أكبر تعهد جرى تقديمه في المؤتمر. وأوضح السفير بخيت، أن مؤتمر القاهرة يكتسب أهمية خاصة باعتباره أول اجتماع لتحالف منظمات التعاون الإسلامي بعد قرب استيفاء متطلبات مرحلة الطوارئ، لافتا إلى أن اجتماع اليوم يشكل إيذانا ببدء مرحلة التعافي. وقال إن أهمية حفر الآبار تتمثل في كونها عاملا أساسيا لتشجيع النازحين واللاجئين على العودة إلى قراهم، كما تشكل أساسا لإعادة بناء الثروة الحيوانية، وتأهيل الزراعة، وتمهيد الطريق نحو مشاريع تنموية أخرى مثل الصحة والتعليم.