ممكن لفيتو منين ابتدى/ وأنا حاسس إنى مانيش "أول ريدى"/ فاكر لما كنا زمان فى صبانا / زمان البراءة زمان التَرَف / وتيجى تقول لى بنُبْل وشرف/ باحب فلانة / وترجونى ألبس مسوح الكهانة/ وتركَع قصادى تقول يا أبانا/ جاى أعترف / وأملس على شعرك اللى اتنحَل بطيبة وحب/ وأنشد ساعتها قصيدة غزل/ وأقول لك بفرحة تحوش الخجل/ تكلَّم يا كلب/ لأنى باحب ومحتاج لقلب/ يساع اللى عندى / وعندى الكتير وقلبك كبير/ أنا يا صديقى فى حرب وحب/ تصَوَّر..أخوك العجوز العجوز/ بعمرُه اللى عَدَّى وقلبه اللى صَدَّى / ظهر له عواطف/ بيقدر يحب ويعرف يلاطف / تصور بإنى ضميرى ظبطنى فى مرة باغَنِّى؟! / وقال إيه باغنى أغانى الغرام! / وعِرْفِت شفايفى طريق الابتسام / وباخد خيالى فى حضنى وأنام/ تصوَّر بإنى حضَنْت المدام؟؟! / نسيت من ذهولى وحَضَنْت المدام /برغم الكراهة وطولها ومداها / نسيت التاريخ والحروب والصدام. هذه القصيدة الفكاهية الرائعة عثرت عليها بين أوراقى وكراكيبى، ومن الواضح بحس مدمنى الشعر أنها لم تكتمل.. لكننى أزحت الصدأ عن ذاكرتى، واستدعيت لقائى بمبدعها عقب ندوة وأمسية شعرية بنقابة الصحفيين منذ أكثر من عشر سنوات.. اسمه بهى الدين عبداللطيف.. وقتها كان على مشارف السبعين.. سمعت منه عدة قصائد هى الروعة بعينها.. عزة نفسه أبت أن يطلب طباعة أعماله وهو بالمناسبة رجل "حرفى" أظنه مبلط قيشانى أو سيراميك أو ما شابه.. اجتهدت لمعرفة "سِكّة" التفرغ فى وزارة الثقافة أو صندوق التنمية الثقافية لكننى فشلت.. عم بهى كان من حقه علينا أن نرعاه وبالمناسبة مصر "مليانة" عم بهى وأحسن من عم بهى.. لكن ماذا تقول للحظ لما يخللى الأعمى ساعاتى والمكسح عجلاتى والهجاص قصاص وحامل المباخر شاعر.