سلمت بعثة تنقيب عن الآثار تابعة لجامعة مانشستر البريطانية، اليوم الأربعاء، وزارة السياحة والآثار العراقية 198 قطعة أثرية مكتشفة من موقع تل خيبر الأثري في مدينة الناصرية (جنوب) تعود إلى الحقبة البابلية (1900-2000) قبل الميلاد. وقال علي الهاشمي المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار العراقية لمراسل الأناضول، إن "عادل الشرشاب وزير السياحة والآثار تسلم اليوم في المتحف العراقيببغداد، رسميا، 198 قطعة أثرية مكتشفة تعود إلى الحقبة البابلية سنة (1900-2000) قبل الميلاد"، مشيرا إلى أن "خبيرة الاثار بجامعة مانشستر البريطانية جين مون هي التي سلمت القطع الاثرية المكتشفة". وأضاف الهاشمي أن "خبيرة الآثار البريطانية عبرت لوزير السياحة عن ألمها الشديد لما تعرضت له الآثار في مدينة الموصل من تدمير على أيدي تنظيم داعش، معتبرة أن الارهابيين رغم نجاحهم في تدمير الاثار لكنهم لم ينجوا ولم ينجحوا في تحطيم الروح الحضارية والابداعية للعراقيين". ومضى قائلا إن "وزير السياحة أكد اليوم أن الوزارة ترحب بكل البعثات التنقيبية العالمية الراغبة في العمل بالعراق مقابل تعهد الوزارة بتقديم التسهيلات كافة لإنجاح عملها". وكانت البعثة التنقيبية البريطانية قد بدأت اعمال التنقيب عن الاثار في تل خبير بمدينة الناصرية العام الماضي، حيث اكتشفت عددا من الآثار الطينية التي تعود الى العام 1850 قبل الميلاد. وكشفت وزارة السياحة والآثار العراقية، الأسبوع الماضي، عن قيام تنظيم "داعش" بحرق 1500 مخطوطة تاريخية في البلاد، فضلا عن بيعه منحوتات آشورية في السوق السوداء. ومنذ يونيو/حزيران الماضي، دأب تنظيم "داعش" على تدمير معالم أثرية وحضارية وثقافية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق ولاسيما مدينة الموصل من قبيل هدم المساجد والكنائس التي يعود تاريخ بنائها الى حقب زمنية متفاوتة. كما بث المتشددون في 26 فبراير الماضي، شريطا مصورا يظهر تدمير محتويات وتماثيل في متحف الموصل الواقعة على بعد 400 كلم شمال بغداد. وفي الأسابيع اللاحقة دمر وجرف التنظيم المتشدد مدينتي نمرود والحضر الأثريتين في محافظة نينوى واللتين يعود تاريخهما الى ما قبل الميلاد، وهي الأعمال التي أثارت هذه الأعمال استنكارا محليا ودوليا واسعا. وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أشهر.