"هذه كلمات ليس من طبيعتها الانتظام ,قل : إنها خواطر مسافر عاد منذ سنوات ولا ينوي الرحيل..قل :إنها رد من غبي على عرض بالسفر ثانية إلى حيث آبار النفط ومخازن الفلوس" ... صبح الصباح فتاح يا عليم,و مزقت عرضا رائعا ونثرته كعاصفير الجنة على وجه الماء..صبح الصباح و الأرض مبتسمة ,والنهر فياضُ ,ومصر رائعة الحسن هذا الصباح,فأين تذهب هذا الصباح ,أنا شخصيا ذهبت للنيل ,فلدي كلمات أردت أن أبعثها لمصر ,وأشواق غير منتظمة أردت تسجيلها على صفحة الماء,فجاءت كما شاءت وشاء لها الهوى وقالت :عزيزي المحب صباحك تفاؤل. فقلت عليك السلام عليك السلام ..صباحك سكر,وإن مر يوم ولم أتذكر-على رأي نزار-أن أقول به صباحك سكر,وحين أنا لا أقول أحبك.فمعناه أني أحبك أكثر,ويا مصر هل تذكرين فتى تغرب في محبتك وأدار سيارته ومضى في طرقات بلاد غريبة .وعيونه تبعث لك بالدموع والسلامات والآهات وكل رقي مشاعر الاغترابات.هل تذكرين كم أحبك ويحبك وسيظل يحبك. حبيبتي كم أنت جميلة هذا الصباح,جميلة هكذا إذ فجأة,وأنا أقرأ أن شبابك تعدوا خمسين مليونا من تعدادك,آه يا بلد أكبر من التاريخ ولا تشيخ.خمسون مليون شاب يمكن أن ينقلوا قلل الجبال العوالي من شرقيك إلى غربيك.وأن يغيروا كل ما خط الحقد في حقولك السوداء الطاهرة الطيبة,وأن يكونوا كما أراد لك ولهم خالقك وخالقهم. حبيبتي : جميلة أنت جدا هذا الصباح,وفاتنة للنظر وأخاذة للبصر,ونيلك يجري هادئا مطمئنا غير مستقر,وقبضت قبضة من أثر المراكب الشراعية فقال الماء:أنا شاب وعمرى آلاف السنين,وأروي هذه الأراضي منذ آلاف السنين,وأغسل كل الأوساخ وأجرف كل الأدران,وكلما ظن الشر استقرارا بواديّ المنبسط نسفته نسفا,وطرحته حجرا صلدا.و أبعدته عن الطينة السوداء فالخضراء فالصفراء فالمعفرة بعد جمع حب الحصيد. حبيبتي أنت فاستلقي يا مصر كأغنية ,ولا تلقي بالا بمن يحمل بذور الخلاف وسماد الارتباك,وينتظر حصاد الفوضى,فالحصاد رؤوسهم الغبية المتآمرة الموجهة باتجاه سفارات لا تريد لنا خيرا ودول لا تود لنا أمنا. حبيبتي ,وكل عام أنت حبيبتي,وكل عام نصر أكتوبر يزيدك على السنين عزا وبهاء وجلالا ودندنة وسلطنة وسلطانا.كل عام أنت بخير يا أجمل نساء العالمين ,ويا سيدة بلاد رب العالمين,ومحفورة بالقمح والماء والسكين في قلبي الطيب والشقي والغوي والفتي والعشاق الأعشق والمتعشق والمعشوق. كل عام وأنت طاهرة راضية مرضية فواحة برائحة عظام الشهداء ممن عبر يرتل : (الله أكبر الله أكبر) فلانت له الدشم,وخرت تحت بيادته بارليف والرأس الغشم.وصاح فصاحت لها الدنيا.وقال فأرهفت آذانها سجلات التاريخ. كل عام ومصر تكبر شبابا.وكل عام ومصر مصري أنا لا مصر من أراد بها سوءا بجهل ولا يدر أن تدبيره تدميره,وبأسه في نحره وكيده في قفاه.وكل عام أنت عود أصفر كالذهب يعلن أنه سليلك يا سلة حبوب الدنيا على الرغم من سنوات عجاف تعدت الخمسين بكثير,وستعودين يا مليكة كل قلب ويا أميرة كل ولد من أولادك كما قال رب العالمين من فوق سبع سموات ووصفك يا مخزن القمح والقثاء والبصل والعدس والفول والبقل و"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"فابنوها بإذن الله آمنين [email protected]