على موقع تويتر.. وضع بعض النشطاء صورا فائقة الجودة للمتظاهرين في ميدان التحرير، كما في الرابط التالي لصورة التقطت يوم 4 مارس الماضي: http://gigapan.org/gigapans/71965/ الصور على درجة عالية من الوضوح بحيث أن وجوه الأشخاص واضحة جدا رغم أنهم بمئات الآلاف. فإذا تحكمت فيها بواسطة أدوات التحكم المتوفرة، يمكن بسهولة التعرف على تفاصيلها. والسؤال: بهذه الإمكانيات المدهشة.. كيف لم تقدم الصور أدلة على قتل المتظاهرين، ولماذا اختفت صور المظاهرات من يوم 25 يناير حتى 31 يناير التي كان من المفترض تقديمها في إحدى جلسات محاكمة مبارك ووزير داخليته، مما أدى إلى انسحاب محامي المدعين بالحق المدني؟! الواضح أن كل تفاصيل ميدان التحرير في خلال ال18 يوما من الثورة، تم التقاطها عبر أجهزة وفرتها شركة باسم Giga pan تتيح تصوير مشاهد متتابعة وبانورامية بدقة عالية، وبزاوية تصل إلى 360 درجة، ويبدأ سعر الجهاز بثلاثة آلاف دولار.. وشراؤه متاح للجميع. ويتداول النشطاء بعض المشاهد التي جرت في ميدان التحرير خلال ال18 يوما وسبقت الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. ويقولون إن بعض هذه الصور تمتلك تسجيلا كاملا وموثقا لكل ما جرى في ميدان التحرير من زوايا مختلفة وبنفس درجة الوضوح والنقاء. ويمكن من خلال هذه الصور عمل تقريب لدرجة 700 ضعف مع الحفاظ على نقاء الصورة، بحيث يمكن من صورة عامة وبعيدة لميدان التحرير الوصول لمشاهدة تعبيرات وجوه كل فرد من الملايين الموجودة به.. ويؤكد الناشطون المصريون على تويتر أن أفرادا أو جهات تمتلك بواسطة هذه الصور تسجيلا كاملا لكل ما حدث في الميدان طوال الثمانية عشر يوما التي استغرقتها أحداث الثورة المصرية، وبالتالي يصبح من السهل جدا تقديم وثائق مصورة لجميع عمليات قتل المتظاهرين التي تمت وتحديد الأشخاص الذين قاموا بعمليات القتل بشكل واضح ومحدد وموثق. من خلال الصور يمكن التقاط ملامح واضحة لمصور وضع كاميرته داخل شرفة في أحد الأدوار العليا بفندق رمسيس شيراتون على ما يبدو.. وإمرأة على عينيها نظارة سوداء وتوجه الكاميرا من شرفة في بناية مواجهة للمكان، ورجل أمن يحمل جهاز لاسلكي فوق إحدى البنايات. وترجع هذه الصور إلى أجهزة لحمل الكاميرات توفرها شركة Giga pan، تتيح تصوير مشاهد متتابعة بانورامية بدقة عالية، وبزاوية تصل إلى 360 درجة يبدأ من سعر 3 آلاف دولار للجهاز الواحد وهو متاح للجميع. ويمكن تركيب عدسات مقربة على كاميرات فائقة الدقة للحصول على أفضل وأوضح اللقطات. في محاكمة مبارك بدلا من هذه الصور عالية الدقة والمفترض أن التقاطها كان سهلا ومتاحا للجميع عبر تقنية Giga pan فوجئ الحاضرون بعرض فيلم "الباشا تلميذ" للممثل كريم عبدالعزيز مما أدى إلى موجة من الضحك والقفشات. ورغم أنه كما قال المستشار محمد عاصم يومها إن هذا غير مقصود، وأن المسئول عن تشغيل الجهاز حاول تنظيفه من خلال تشغيل ذلك الشريط. للتأكد مما إذا كانت الأجهزة المحرزة هي المشوشة أم الجهاز. إلا أن نشطاء الانترنت يتساءلون هذه المرة: لماذا تغيبت هذه التقنيات العالية المتوفرة للأفراد العاديين؟! مجرد سؤال.. لكن السؤال المناسب في الوقت الحالي.. هل يتيح الأفراد العاديون هؤلاء ما لديهم من صور لجهات التحقيق والمحاكمة كوثائق هامة تحوي أدلة قتل المتظاهرين؟! أما السؤال الثالث فهو لأهل الخبرة والمتخصصين: هل يمكن أن تقدم بعض تفاصيل هذه الصور الأدلة التي قد تلف حبل المشنقة على رقاب القتلة.. هل نجد فيها الإبرة التي يريد حبيب العادلي اخفاءها في كومة من القش؟! [email protected]