4250 منتحرًا سنويًا فى مصر محتلة المركز 96 على العالم "تعبت واستهلكت.. مفيش فايدة.. مفيش عدل.. وأنا مدركة ده.. مفيش نصر جاي.. بس بنضحك على نفسنا علشان نعيش"، أقر وأعترف أننى مؤمن وموحد بالله وأننى ما لجأت لهذا الأسلوب إلا بعد أن ضاقت بى سبل الحياة فقررت الهرب خوفا من الديون المتراكمة سامحونى وادعوا لى أن يغفر الله لى ويرحمنى ويقبلنى شهيدا من شهداء الذل والحاجة والفقر. كانت هذه آخر الرسائل التى كتبها بعض الذين ضاقت بهم الحياة قبل أن يخرجوا النهاية التراجيدية التى يضعونها لحياتهم قبل الرحيل إلى العالم الآخر، تختلف الأسباب والموت واحد، وأصبحت كل الطرق تؤدى إلى نفس النهاية، ولكن ما الذى يجعل شابا فى ريعان شبابه أن ينتحر؟ أو سيدة لديها أبناء يحتاجون عطفها تنهى حياتها بهذه الطريقة؟ ولماذا أصبحت الحياة رخيصة فى أعين البشر؟ هذا ما تناولته "المصريون"..
4250 منتحرا سنويا فى مصر أكدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، أن مصر جاءت فى المركز 96 على مستوى العالم فى الإقبال على الانتحار، حيث إن هناك 4250 منتحرا سنويا فى مصر لمن هم أقل من 40 عاما فقد انتابت الشارع المصرى حالة من الصدمة مع ارتفاع عدد حالات الانتحار خاصة فى شهر سبتمبر الماضي، فشهد وحده 11 حالة انتحار بعد استيقاظ المصريين على مشهد للمواطن (فرج رزق فرج) 48 عامًا، سائق، قام بشنق نفسه أسفل لوحة إعلانية بالطريق الدائرى عند مدينة السلام وكانت خلافات زوجية بسبب مصروفات المدرسة وراء انتحاره، فى حين أطلق شاب (17 عامًا) بمركز مطاى الرصاص على نفسه، لتكرار رسوبه فى امتحانات الثانوية العامة وبعد هذه الحادثة بيومين، انتحرت طفلة (13 عاما)، بمركز المنيا، شنقًا بحبل يتدلى من شجرة أمام منزلها، بسبب مشكلات مع زوجة أبيها ويوم 25 سبتمبر أنهى شاب (27 عاما)، حياته بطلق نارى بالفم ليلقى مصرعه منتحرا حزنا على فراق والده الذى توفى قبل أسبوع من انتحاره، وفى 18 من نفس الشهر، أقدمت ربة منزل على الانتحار شنقا، لقيام زوجها بحرمانها من رؤية أولادها.
الشباب فى مصر على حافة الهاوية الشباب فى مصر على حافة الهاوية كلمة قالها العالم عصام حجى على شباب مصر بعد أن تحول الانتحار إلى سبيل لهم يتخلصون به من مشاكلهم، فتختلف طرق الانتحار ولكنها جميعا تؤدى إلى نفس النهاية المؤلمة التى تدمع لها أعيننا جميعا، فكل شخص يتخلص من حياته بالطريقة المناسبة لها فنجد أنفسنا نستيقظ على سيدة انتحرت بتناولها جرعة كبيرة من مبيد زراعي، ربة منزل، ألقت نفسها أمام القطار، شاب قطع شرايين يده اليمنى بشفرة حلاقة، شاب ألقى نفسه من الدور الخامس لمسكنه، شاب أشعل النيران فى نفسه، شاب يلقى بنفسه أمام عجلات المترو وغيرها من الطرق التى تؤدى إلى الموت الذى أصبح هدفا للعديد من الشباب.
فستان العيد ينهى حياة رجل وقف عاجزا أمام دموع ابنته الصغيرة ذات الخمس سنوات والتى كانت تحلم بارتداء فستان جديد فى عيد الأضحى لتزهو به بين الأطفال أصدقائها ومع بحثه عن مخرج لهذا المأزق لم يجد بدا من الهروب من دموع ابنته عن طريق لفافة سم فئران تناولها واحتضن ابنته الباكية وأنهى حياته بعد أن هزمه حلم فستان العيد، مات وهو عمره 35 عاما.
رسالة من العالم الآخر أقر وأعترف أننى مؤمن وموحد بالله وأننى ما لجأت لهذا الأسلوب إلا بعد أن ضاقت بى سبل الحياة فقررت الهرب خوفا من الديون المتراكمة سامحونى وادعوا لى أن يغفر الله لى ويرحمنى ويقبلنى شهيدا من شهداء الذل والحاجة والفقر، كانت هذه آخر كلامات يكتبها إبراهيم الدسوقى ابن 32 عاما مع بداية العام الدراسى الجديد قبل أن يتناول جرعة متزايدة من عقار مخدر لينهى حياته عندما عجز عن توفير مصاريف المدرسة لأولاده.
"مفيش فايدة" آخر كلمات زينب المهدى قبل أن تشنق نفسها "تعبت واستهلكت.. مفيش فايدة.. مفيش عدل.. وأنا مدركة ده.. مفيش نصر جاي.. بس بنضحك على نفسنا علشان نعيش"، كانت هذه آخر رسالة كتبتها زينب مهدي، الناشطة السياسية الراحلة، قبل أن تنفذ قرارها بالرحيل عن الحياة منتحرة شنقا، لتجعل من شهقتها اليائسة الأخيرة رسالة إنذار وغضب، وكان ذلك بسبب سوء حالتها النفسية وشعورها بتلاعب القادة السياسيين بالشباب، حسب ما أعلن أصدقاؤها.
حبل الغسيل هو الحل حبل الغسيل هو الطريقة التى اختارها أحمد عمر الشاب صاحب ال25 ربيعا لإنهاء حياته فى حجرة الانتحار فى بيته بعد أن مل ابتزاز الأمل فى الحصول على عمل يستطيع من خلاله بداية حياته مع خطيبته التى انتظرت أربع سنوات حتى يستطيعا الزواج، فبعث لها رسالة قبل الزواج على طريقة أنطونيو طالبها فى سطورها الأربعة بمسامحته وأعلن عصيانه ورفضه الاستمرار كحمار.
وكيل أول وزارة الأوقاف: "الانتحار حرام" أكد الشيخ شوقى عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف، أن الانتحار أمر دخيل على الإسلام، خصوصا أن إزهاق الروح ليس بالأمر الهين، مشيرا إلى أن أغلب المنتحرين لا يفكرون فى عواقبه والانتحار حرام بالكتاب والسنة والإجماع، فقد قال تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما". وأضاف عبد اللطيف فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن المنتحرين يعانون من قلة الوازع الدينى وانعدام التربية الدينية الصحيحة، بالإضافة إلى أنهم يربطون مصيرهم بأشياء معينة كالوظيفة أو الزواج وعندما يفشلون فى تحقيق ما يتمنون لا يجدون إلا الموت حلا لأنهم نسوا رحمة الله وكأن الحياة بدون وظيفة أو زواج لا تعنى شيئا، مشيرا إلى أنه يجب على الأسرة أن تهتم بتربية الأبناء التربية الدينية الصحيحة ورعايتهم بصورة مستمرة والخروج بهم من دوامة اليأس، خاصة مع إهمال الدين كمادة أساسية فى المدارس.
أربعة أسباب نفسية وراء الانتحار فى مصر أكدت الدكتورة منال زكريا الخبير النفسى، أن معدلات الانتحار فى مصر لا يمكن مقارنتها بمعدلات الانتحار العالمية على الرغم من ارتفاعها فى الفترة الأخيرة فالصدفة هى التى لعبت دورا فى تزامن حالات الانتحار فى مصر ما جعلنا نشعر وكأننا بصدد ظاهرة. وأضافت زكريا فى تصريحات خاصة، أن هناك أربعة أسباب نفسية وراء الانتحار، وهى الاكتئاب العقلى الذى يجعل الإنسان يشعر أنه السبب فى كل المآسى التى يعانيها وأن وضع نهاية لحياته سينهى هذه المآسي، والاضطرابات الشخصية التى يعانى منها الفرد عقب تعرضه لازمة يعجز عن إيجاد حل لها، فقدان العقل الذى يدفع المنتحر إلى إنهاء حياته كى يلفت نظر الناس إلى القضية التى يتبناها ويريد أن ينتصر لها لدرجة تفقده عقله وتجعله يقرر إنهاء حياته، الانتحار العاطفى الذى يقدم عليه أشخاص مروا بتجربة عاطفية مؤلمة وتكونت لديهم قناعة أن حياتهم انتهت مع انتهاء هذه التجربة.