تحفظت منظمة "التعاون الإسلامي" على تصريحات أدلت بها وزيرة خارجية مملكة السويد، مارغو والستروم، أمام البرلمان السويدي، الأسبوع الماضي، ضد المملكة العربية السعودية وأعرافها الاجتماعية، ونظامها ومؤسساتها السياسية. وفي بيان لها صادر اليوم السبت، قالت المنظمة إن "المجتمع الدولي بتعدد ثقافاته، وتنوع أنماطه الاجتماعية، وثراء مرجعياته الأخلاقية، وتباين تكويناته المؤسساتية، يجب أن لا يحتكم إلى رؤية مركزية تريد أن تصوغ بقية العالم وفق قناعاتها ومرجعياتها وخلفيتها التاريخية وجذورها وفلسفتها الاجتماعية والسياسية". ومنظمة التعاون الإسلامي (وكانت تعرف سابقاً باسم منظمة المؤتمر الإسلامي) هي منظمة دولية تجمع سبعا وخمسين دولة، وتصف المنظمة نفسها بأنها "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي"، وللمنظمة عضوية دائمة بالأمم المتحدة. وقال أمين عام المنظمة، إياد أمين مدني، إن "العلاقات بين الدول يجب أن يحكمها الاحترام والندية والتقدير"، بحسب البيان. وتابع أن "الإسلام الذي تحتكم إليه المملكة العربية السعودية يرتكز على قيم العدل والرحمة والمساواة والتسامح وقيمة الإنسان بصفته خليفة الله على الأرض". وأعرب الأمين العام عن تطلعه بأن "يكون ما يصدر عن السويد يليق بتاريخها وسياساتها التى ليس من طابعها ادعاء الحق الأخلاقي في تصنيف الآخرين". واستدعت السعودية، الأربعاء الماضي، سفيرها لدى السويد على خلفية تصريحات لوزيرة الخارجية السويدية اعتبرتها الرياض "تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية". والثلاثاء الماضي، قررت الحكومة السويدية عدم تجديد اتفاقية تعاون عسكري وقعت مع السعودية عام 2005؛ بسبب "انتهاكات حقوق الإنسان" في السعودية، كما أعلن رئيس الوزراء السويدي "ستيفان لوفن". كما أسهم إلغاء جامعة الدول العربية، الأسبوع الماضي، كلمة كانت من المزمع أن تلقيها وزيرة خارجية السويد أمامها، في اتخاذ رئيس الوزراء السويدي قرار عدم التمديد. واعتذرت الجامعة العربية لوزيرة خارجية السويد عن عدم إلقاء كلمة لها أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية 143 لمجلس جامعة الدول العربية، الاثنين الماضي، حيث اتهمت والستروم السعودية بالوقوف وراء إلغاء الكلمة بسبب ما وصفته ب"الانتقادات" التي وجهتها السويد ضد السعودية، في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقالت والستروم، في تصريح لإذاعة السويد الرسمية، الإثنين، إن الكلمة ألغيت عقب اعتراض السعوديين "الذين أبدوا ردة فعل قوية إزاء ما قلناه بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان". وكانت وزارة الخارجية السويدية قد استدعت القائم بالأعمال السعودي للاحتجاج على جلد المدون السعودي "رائف بدوي"، الذي حُكم عليه بالسجن عشر سنوات، وجلده ألف جلدة؛ بتهمة "إهانته للإسلام" عبر مدونته.