وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محي الدين القره داغي، نداء للأمة الإسلامية وقادتها بالوحدة والاعتصام بحبل الله، في ظل "أخطر المراحل التي تمر بها من حيث المؤثرات الداخلية والخارجية والفتن والشدائد". وفي كلمة له بافتتاح مؤتمر "دور الوسطية في مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي" الدولي، الذي ينظمه منتدى الوسطية الأردني اليوم السبت في العاصمة الأردنيةعمان، قال القره داغي إن "الأمة الإسلامية تمر بمرحلة تعد من أخطر المراحل التي مرت بها من حيث حجم المؤثرات الداخلية والخارجية، وكثرة الفتن والشدائد والكُربات وحجم التخطيط والدهاء". واعتبر أن أخطر من ذلك كله الفتن التي تطبق بأيدي العرب والمسلمين وتمول بأموالهم، والمستفيد الوحيد هو أعداء الإسلام، وأن الأمة لمواجهة ما يمكن أن تغرق به وتخسره من موارد بشرية، تحتاج وقفة حقيقة أمام هذا المشهد، بحد قوله. وأضاف القره داغي "أوجه ندائي باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي يضم عشرات الآلاف من العلماء والمفكرين إلى أمتنا الإسلامية، داعيا قادة الأمة الإسلامية إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله ، من خلال الإصلاح الشامل الذي يحقق العدل ويصون الكرامة الإنسانية والأخذ بأسباب القوة وبذل كل ما يمكن بذله لخروج الأمة من هذه المحنة. واعتبر أنه في خضم المشاكل الكبرى، يتضخم دور الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق وليبيا وغيرها، بسبب الظلم والاضطهاد والجرائم التي ارتكبت، "فعاثت في الأرض فساداً وأهلكت الحرث والنسل، بل وحرق الإنسان، ودمرت الآثار وأعطت صورة مشوهة عن الدين الإسلامي العظيم الذي أرسل رحمة للعالمين". ورأى القرة داغي أن الجرائم التي "يرتكبها الإرهابيون، والظلمة المستبدون" قد ساهمت مساهمة فعالة في إنجاز المشروعات المعادية للأمة التي "تريد لنا الانكماش ونسيان القضية الأولى القدس وفلسطين المحتلة". وأشار إلى أن عدم معالجة الفتن التي تمر بها الأمة بحكمة وقوة وحسم، سيجعلها أمام مهب الريح وعاصفة "لا يعلم بخطورتها إلا الله"، بحد تعبيره. ووجه القره داغي رسالة للشباب المسلم قال فيها "أنتم وقود الأمة وقوتها ومستقبلها فلا يجوز صرفها في إضعاف الأمة وتشويه صورة دين الرحمة، فأرواحكم وشبابكم وأموالكم أمانة يجب صرفها في ما يريده الله تعالى، وعليكم الرجوع إلى العلماء الراسخين والثقة بهم، وترك أمراء الفتنة، فانظروا ما حدث لأمتكم بسبب التطرف والإرهاب، فاستغله الطامعون للتدخل المباشر والسيطرة على ثرواتنا". وأضاف أن "الإرهاب لا دين له ولا يجوز تحميله على أي دين وإنما يجب السعي لعلاجه بجميع الوسائل المادية والفكرية والمعنوية والإعلامية، كما أن القضاء على أسبابه المتنوعة هو العلاج الناجع"، داعياً إلى وضع استراتيجية شاملة بالتعاون مع بقية الدول والمؤسسات الخاصة بالعلماء في كل مكان لمحاربة التطرف والإرهاب. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين، جهات عربية وإسلامية، من بينها، منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، واتحاد علماء المسلمين، وشخصيات من تونس، والجزائر، وإيران، وقطر، والمغرب، وسوريا، والهند، والسودان، وماليزيا، ولبنان، وليبيا، والعراق، ونيجيريا، فضلا عن الدولة المضيفة، الأردن. ومن المنتظر أن يُطلق المشاركون في المؤتمر، "الميثاق الإسلامي لمفاهيم الإرهاب"، ونداء استنهاض للأمة العربية والإسلامية، حسب القائمين عليه.