شاب «ثورجي».. ظريف.. ساكن في الدور العشرين، وجاره لواء شرطة متقاعد وعضو مجلس شعب سابق عن الحزب الوطني «المنحل».. غتيت.. ورخم.. وسئيل لكن «مدقدق».. - الجار طبعا وليس الحزب -، على باب المصعد.. «احتكوا» ببعض، اراد «الثورجي» الاستظراف فقال لجاره: «معلش.. صباح «الثورة» يا باشا»!!. رفع «الباشا» حاجب السخرية الايسر، وتهدل الجانب الايمن لشفته السفلى.. كاشفا عن مشروع ابتسامة صفراء.. باهت لونها تغم الناظرين، ورفع كف يده اليمنى بحذاء اذنه حتى ظن «الثورجي» انها ستهبط على خده الايسر.. خاصة وأنهما وحدهما في المصعد، ولو حدث أي اشتباك بدني ستكون معركة غير متكافئة نظرا للفارق الشاسع في الحجم.. و«الوزن».. و«الخبرات» العريقة والمتراكمة لدى «الباشا»، الا ان الثورجي.. فوجئ ب«الباشا» ينزع السيجار غير المشتعل من زاوية فمه لتزداد الابتسامة الصفراء اتساعا.. قبل ان تتحول الى قهقهة مجلجلة.. صاحبتها «ربتات» سريعة.. متلاحقة بيده اليسرى على كتف الشاب اليمنى.. ادت لتحرك نظارته الطبية فوق «ارنبة» انفه صعودا وهبوطا، وترجرجت كتل الشحم واللحم المتراكمة في مناطق شتى من جسد «الباشا» الضخم، واستمر الوضع لثوان، ارتعب خلالها الشاب مما سيعقبها قبل ان يتمالك «الباشا» نفسه من الضحك والقهقهة، ويهمس في وجه الشاب بصوت كفحيح افعى تحاصر ضحيتها في زاوية كهف مظلم: «صباح ايه.. يا حبيبي.. صباح الثورة»!! طب حوش اللي وقع منكم وعايزين تلموه ومش عارفين! .. قول صباح عودتنا «الميمونة» لمجلس الشعب بالمادة الخامسة وتوابعها الحلوين! .. صباح الطوارئ اللي «حالتها» طابقة على انفاسكم غصب عن بوز أهاليكم اجمعين! صباح ملاعيب شيحة اللي «مغربلاكم» شمال ويمين! صباح الحريفة اللي مخليين عينيكم في وسط راسكم من كترة القوانين! صباح الانتخابات اللي طلبتوا تأجيلها.. ودلوقت نفسكم فيها ومش طايلين! صباح فضائيات «الفلول» اللي بتلعب في عقول الفاهمين واللي مش فاهمين! صباح الأحزاب والتيارات السياسية والمطالب الفئوية والمظاهرات السلمية والوقفات الاعتصامية اللي جمعت الكل من اليسار لاقصى اليمين! صباح الاعلام المأجور.. و«التوك شو» اللي بيضرب في الثوار تحت الحزام وبيرمي الكل بسهام التخوين! صباح مليارات المخلوع «المتستفة» في بنوك سويسرا ولندن والبهاماس والكايمان وانتوا لسه مش عارفين هما اربعين ولا سبعين! صباح المحاكمات العسكرية للمدنيين! صباح الافراج عن «الظبابيط» اللي قتلوا الشهداء والقناصة اللي ضربوهم في الراس والعينين! صباح الكائنات الخرافية اللي فتحت ابواب «اللومانات» و«طلقت» عليكم البلطجية والمسجلين خطر والمسجونين! صباح «سرية المحاكمات» عشان متعرفوش شهود الحق من شهود الزور، ولا تفاصيل الجرايم والتهم ولا مين القتلة ومين المقتولين! صباح رشيد وغالي وسالم وكل من مص دمكم و«خلع» بالملايين! وهنا انفتح باب المصعد فهرول الشاب «الثورجي» خارجا من المصعد مختنقا بعد ان شفط «الباشا» كل الاوكسجين – تلاحقه اخر كلماته.. «يا بني احمد ربنا انك ساكن بس في الدور العشرين»!!. وادعو الله معي ان نفيق جميعا مما نحن فيه، وان يسبغ علينا برحمته وكرمه.. ويرد الثورة لاصحابها كرامة لدماء الشهداء.. آمين!! حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 صباح الحزن يا وطني.. صباح الدمع ع المخذول هيرجع حزبك الوثني يمصمص حلمك المهزول صباح قناص في جيبه رصاص.. صباح الغول وشاهد زور وهتيفه وتستيفه بختم «فلول» صباح مكسور له كام صابع كفايه صابع المخبول يا ريس مجلسي حاسب.. ما ترخيش العنان وافهم يناير تاني بيخبط.. على بابي اللي بات مقفول مختار عيسى (يوميات يناير)