قال رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة محمد العمادي، مساء اليوم الأربعاء، إن انفراجة حقيقية سيشهدها ملف إعمار غزة، مشيرا إلى أن قطر ستعمل على توفير 70% من المواد اللازمة لبناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وأضاف العمادي في حوار تلفزيوني بثته قناة "الأقصى" (تابعة لحركة حماس)، مساء اليوم، أن "قطر ستعمل من خلال مشاريعها على توفير 70% من المواد اللازمة لإعمار القطاع. وهذه المواد بدأت بالفعل بالدخول للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم". وتابع أن "ملف إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة سيشهد إنفراجة حقيقية"، مشيرا إلى أنه اقترح على رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد لله إعمار غزة عن طريق تشكيل لجان على غرار الللجنة القطرية. وأوضح أن هناك تجاوب من حكومة التوافق الفلسطينية وإسرائيل تجاه ملف إعمار غزة، معربا عن أمله أن يتم إنجاز هذا الملف بأقرب وقت ممكن. وأشار إلى أنه بصدد عقد زيارة لمدينة رام الله بالضفة الغربية للقاء رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد لله لبحث أزمات قطاع غزة القائمة ومحاولة الوصول لتفاهمات تُنهي معاناة أهله. وقال إن "قطر تهدف من خلال مشاريعها بالإضافة لإعمار ما دمرته الحرب، تشغيل العاطلين عن العمل ليتمكنوا من إعالة عائلاتهم". وأضاف العمادي: "لم نعتمد على شركات خارجية من أجل عملية الإعمار بل لجأنا إلى الكفاءات الفلسطينية والأيدي العاملة التي يمكن أن تستفيد من هذه المشاريع". ووصل العمادي، مساء الاثنين الماضي إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون (ايرز) شمالي القطاع، في أول زيارة له منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013. وأعلن العمادي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس الثلاثاء، مع وزير الأشغال والإسكان الفلسطيني مفيد الحساينة، في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، عن بدء المشاريع القطرية لإعمار ما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، عبر بناء ألف وحدة سكنية، سيتم تمويلها من "منحة المليار دولار" التي تبرعت بها قطر خلال مؤتمر القاهرة لإعمار غزة. وقال العمادي إن "تنفيذ المشروع سيبدأ فورا وأن مواد البناء اللازمة لذلك بدأت فعلا بالدخول إلى القطاع"، مشيرا إلى أن منحة المليار دولار التي قدمتها قطر ستذهب كلها لإعمار غزة. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت، في نوفمبر الماضي عن سماحها بإدخال مستلزمات، المشاريع التي تموّلها دولة قطر، لإعادة إعمار قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم. وكانت مواد البناء لصالح المشاريع القطرية تدخل عبر معبر رفح البري الحدودي إلى قطاع غزة، لكن إغلاق المعبر حال دون إدخالها. وتعهدت الدول والجهات المشاركة في مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، الذى انعقد في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2014، بتوفير 5.4 مليار دولار، منها نحو 2.6 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، والمبلغ المتبقي (2.8 مليار دولار)، يخصص للموازنة والحكومة الفلسطينية على مدار ال 3 سنوات قادمة. وفي سياق متصل، أشار رئيس لجنة الإعمار القطرية إلى أن قطر تسعى لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة بشكل جذري. وقال: إن "حل أزمة الكهرباء في غزة يتطلب قرارًا سياسيًا من حكومة التوافق"، موضحا أن مباحثات لتمديد خط لتزويد محطة الكهرباء بالغاز بدلا من "السولار الصناعي" خلال الأسبوع المقبل. ومنذ 8 سنوات يعاني سكان قطاع غزة، ( 1.9 مليون نسمة)، من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006. ويحتاج قطاع غزة إلى 400 ميغاوات من الكهرباء، حتى تعمل مدة 24 ساعة، بينما لا يتوفر حالياً إلا 210 ميغاوات توفر إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات، وشركة توليد الكهرباء التي توقفت عن العمل مساء أول من أمس بسبب نفاذ الوقود 60 ميغاوات.