دعا الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، ومرشح الائتلاف الحاكم للانتخابات الرئاسية المقبلة، اليوم الجمعة، إلى تشكيل "حزب موحّد فور الانتهاء من الانتخابات"، وفق مراسل وكالة الأناضول. وقال واتارا، متحدّثا إلى حلفائه المنضوين ضمن ائتلاف "تجمع الهوفوتيين من أجل الديمقراطية والسلام"، من مدينة ساساندرا بالجنوب الغربي للبلاد، حيث يقوم بزيارة بدأت، أمس الأوّل الأربعاء، "أتطلّع إلى التجمّع ضمن حزب موحّد فور الانتهاء من الانتخابات الرئاسية؛ لأنّه بالاتّحاد سنتمكّن من بناء كوت ديفوار". كما أشاد بالدعوة التي أطلقها، منتصف سبتمبر الماضي، هنري كونان بادييه، القيادي البارز في "الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار" (الحاكم سابقا في كوت ديفوار)، والذي أعلن، خلالها، واتارا مرشحا للائتلاف الحاكم في الانتخابات الرئاسية، رغم الخلافات المتفجّرة في حزبه (الحزب الديمقراطي الإيفواري) بهذا الخصوص، مؤكّدا أنّ "التحالف سيمكننا من مواصلة عملنا". ووفقا لمراقبين، فإنّ دعوة الرئيس الإيفواري تتناقض بشكل بارز مع تصريحات بادييه، والذي ذكّر بأنّ دعم حزبه لترشّح واتارا للسباق الرئاسي القادم، مشروط بالتداول على الحكم في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وخلال المؤتمر الاستثنائي للحزب الديمقراطي الإيفواري، المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، قال بادييه: "نحن لم نغفل عن مسألة التداول السياسي في 2020، والتي ينبغي أن تعيد الحزب إلى الحكم، ومن هذا المنطلق، أنا على ثقة من الوعد الذي قطعه الرئيس الحسن واتارا وحزبه (تجمّع الجمهوريين في كوت ديفوار)، في داووكرو". ولم يسجّل أي ردّ رسمي من قبل أحزاب الإئتلاف الحاكم على دعوة الحسن واتارا حتى الساعة (16:30 ت.غ) من اليوم الجمعة. ويضمّ الائتلاف الحاكم في كوت ديفوار 4 أحزاب، بينها "تجمّع الجمهوريين"، وهو حزب الرئيس الحالي الحسن واتارا، إضافة إلى كلّ من "الاتحاد من أجل الديمقراطية والسلام في كوت ديفوار"، و"حركات قوى المستقبل"، و"الحزب الديمقراطي الإيفواري". وأعلنت مختلف هذه الأحزاب ترشيحها واتارا للانتخابات الرئاسية المقبلة بشكل منفصل، إلاّ أنّه من المنتظر أن تقيم، في العاصمة السياسية ياموسوكرو، قريبا، حفل ترشيح "مشترك"، وفقا لمصادر في "الحزب الديمقراطي الإيفواري" تحدثت ل"الأناضول". اختيار واتارا كمرشّح وحيد للائتلاف الحاكم لم يحظ بالإجماع لدى حزب "الديمقراطي الإيفواري"، والذي أسّسه الرئيس الإيفواري الأسبق فيليكس هوفويت بوانيي (1960-1993)، خصوصا أنّ هذا الحزب يتمتّع بدعم كبير من شعوب "أكان" و"باوليه"، والتي تمثّل 30 % على الأقلّ من السكان في كوت ديفوار. وأعلنت 4 كوادر من هذا الحزب نيتها الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ليكونوا بذلك خصوما لواتارا، وهم النائب كواديو كونان برتان، والنائب السابق لرئيس البرلمان الإيفواري جيروم برو كابران، ورئيس الوزراء السابق شارلز كونان باني، إضافة إلى وزير الشؤون الخارجية السابق إيسي أمارة. ولإظهار رفضهم لترشيح واتار بشكل حصري، قاطع هؤلاء الأربعة مؤتمر الحزب الاستثنائي، فيما تظاهر العشرات من أنصار الحزب أمام قصر الرياضة بأبيدجان، حيث يعقد المؤتمر، داعين إلى ترشح أحد كوادر الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة.