دعا الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي إلى الضغط على النظام السوري للكف عن سفك الدماء وتسليم السلطة إلى الشعب بطريقة ديمقراطية. وعبر عن تألمه لاستشهاد الشابة "زينب الحصني", والتي نظم الناشطون السوريون مظاهرات للتنديد بقتلها يوم الأحد، وتقدم بأحر التعازي لأهلها ولكافة الشعب السوري، واعتبر أن ما يجرى في سوريا الآن هو جرائم ضد الإنسانية لا يجوز شرعا السكوت عنها. واستنكر شيخ الأزهر، موقف السلطة الدينية ورموزها من الأحداث الجارية ومن القتل البشع الذي يجرى صباح ومساء، في الوقت الذي تؤكد فيه الأممالمتحدة مقتل أكثر من 2700 سوري منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في منتصف مارس. جاء ذلك خلال استقباله أمس اوفد المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة الدكتور فداء المجذوب وهو من خريجي جامعة الأزهر الشريف، وأديب شيشكلي، حفيد رئيس الجمهورية السورية الأسبق، وحسان الهاشمى ومحمد السرمينى. وأطلع أعضاء الوفد الطيب على التطورات المتعلقة بالقضية السورية منذ اندلاع الثورة السلمية إلى الآن. وكان شيخ الأزهر أعرب خلال استقباله في الأسبوع الماضي لوفد يمثل كافة طوائف المعارضة السورية عن ألمه وحزنه الشديد لما تشهده سوريا من إراقة الدماء، وندد بالصمت الغربي تجاه الوضع في سوريا حيث تتواصل حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المحتجين. وفي إشارة إلى تدخل حلف الأطلسي "الناتو" في ليبيا لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي وعدم اتخاذ موقف مماثل تجاه النظام السوري، قال الطيب إن "الدم السوري ليس أقل كرامة من الدم الليبي"، داعيًا الدول التي تدعم النظام السوري وتسانده بأن تكف يدها عن دماء الشعب السوري. وقال شيخ الأزهر إن الأزهر الذي وصفه بأنه "يمثل ضمير العالم لا يستطيع أن يسكت عما يحدث في سوريا منذ بدء انتفاضة الشعب السوري". وتابع: "موقفنا واضح من إدانة آلة القتل التي يقوم بها الجيش السوري"، مضيفًا أن الأزهر أصدر أكثر من بيان عن الحالة السورية لكن المؤسسة الدينية المساندة للنظام في سوريا لم يعجبها ذلك وقامت بتوجيه اللوم والعتاب للأزهر. واعتبر الطيب أن ما يحدث في سوريا "مأساة إنسانية لا يجوز شرعا السكوت عنها"، موجها نداءه إلي النظام السوري بضرورة وقف القتل واستباحة الدماء، لأن "الظلم لا قدم له ولا ساق وهو إلى زوال، فهذه سنة الله "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون".