الانتخاب هى كلمة عربية بمعنى حسن الاختيار, فحين تعرض لنا عدة أشياء, ويطلب منا اختيار أحد هذه الأشياء وترك الباقى, نقوم عندها باختيار أو انتخاب أفضلها, وهذا هو المقصود بكلمة الانتاخابات, التى ظهرت وانتشر استخدامها, مع ظهور البرلمانات, وانتشارها على مستوى العالم, فحين تقوم دولةٌ ما, بإعلان فتح باب الترشيح للانتخابات النيابية أو الرئاسية, بشروط وطلبات معينة, فيمن يتقدم بطلب الترشيح, وعليه يقوم من يرى فى نفسه الكفائة والقدرة على ممارسة العمل البرلمانى أو السياسى, بتقديم أوراقه كى يتم ترشيحه من قبل اللجنة المشرفة على الانتخابات, وعليه يتم إدراج أسمه فى كشوف المرشحين حسب الدائرة التى يريد أن يترشح عنها بالنسبة للبرلمان أو فى كشف المرشحين, الموحد على مستوى البلد بالنسبة لرئاسة الجمهورية. الغرض من هذه المقدمة, هو لفت انتباه المواطنين, من لهم حق الإدلاء بأصواتهم, إلى ظاهرة غير صحية, ومثيرة للاشمئزاز, انتشرت منذ فترة طويلة فى مصر, وتطفو على السطح, وتظهر للجميع, عند قرب الإعلان عن الانتخابات, ولنأخذ بالانتخابات البرلمانية مثلاً, لتلك الظاهرة الغير حضارية, ألا وهى ظاهرة ملصقات الدعاية الانتخابية للمرشح, عن طريق لصق الإعلانات المصورة, على جدران المنازل والمبانى العامة, والحواجز الاسمنتية على الطرق السريعة, أو عن طريق الدعاية بالكتابة بخط كبير, على جدران تلك المنشأت. وهى ظاهرة غريبة وغير مقبولة, فى أى دولة متحضرة, أو تدعى التحضر والتقدم, لأن منظر تلك الإعلانات, يشبه من يقوم بإلقاء, القمامة الخاصة به فى شوارع المنطقة التى يقطن بها, ولا يعبأ بهذا المنظر الغي حضارى, والملوث للبيئة المحيطة يالسكان, خاصة وأنّ تلك الملصقات أو الكتابات, يصعب إزالتها بعد ذلك, وتظل موجودة لفترة طويلة, وإذا حاول أى إنسان إزالتها, من على حائط منزله, فسوف تشوه الدهان الخارجى للمنزل. فالعقل يقول, أنّ هذا المرشح الذى يريد من المواطنين أن ينتخبوه, لا بد أن يتمتع بالذوق العام, والحس المرهف فى تصرفاته, كى لا يثير نفوس الناس بملصقات وإعلاناته, التى يشوه بها الشوارع, غير عابئ بما تخلفة من آثار سلبية نفسية تؤدى للإشمئزاز من يشاهدها, أو أثار حسية نتيجة بقاء تلك الإعلانات فى الشوارع مدة طويلة من الزمن, تشوه الزوق العام للمكان الموجوده به, ورغم انتشار هذه الظاهره, منذ زمن بعيد, لم يحرك الناخبون ساكناً, للوقوف فى وجه من تسول له نفسه, فى إفساد الذوف العام, وتشويه الممتلكات الشخصية والعامة, بهذه الإعلانات المثيرة للإعصاب, فلو قام المرشح بالدعاية لنفسه, عن طريق الإعلانات التى تعلق وترفع على قوائم خشبية كان أفضل له وللناس, لأنها سهلة الحركة وافزالة, لكن حبه لنفسه, وفقدانه للحس العام, وتفضيل مصلحته على مصلحة المواطنين, وسعيه للتمتع بالحصانة البرلمانية, والوجاهه الاجتماعية, يجعله لا يفكر إلا فى نفسه, والطريقة التى تجعل صوته, يصل لأكبر عدد ممكن من الناخبين, دون مراعاة لنظافة البيئة المحيطة به و بالناخبين, وقد يكون غير مقيم أصلا فى تلك المنطقة التى يقوم بتلويثها, وإفساد الذوق العام بها, ومقيم فى مكان آخر. وعليه أدعو الأخوة المواطنين, وكل من له صوت انتخابى, لمقاطعة أى مرشح مهما كان, ولا نعطيهم أصواتنا, ونقف لهم بالمرصاد, ولا نتركهم يشوهوا بلادنا, ويلوثوا البيئة التى نعيش فيها, فالمفروض فى الانتخاب أنى أنتخب أفضل المرشحين, الذى يحافظ على مشاعر الناخبين, ويحافظ على نظافة وجمال البيئة المحيطة بهم, أما من يقوم بمثل هذا النوع من الدعاية, الغير مسئولة, والتى تعبر عن رغبة جامحة فى النجاح, واستغلال أى فرصة تتاح له للوصول, لما يريد, دون الاهتمام بمشاعر الناس, أو التمتع بأى حس فنى, أو مسئولية مجتمعية, تفرض عليه – وهو الرجل المفترض أنه مسئول – الاهتمام بالمنظر العام, وعدم تشويه البية المحيطة بالناس, التى تعانى فى الأصل من تشوهات كثيرة أخرى, فلا بد أن نحاربهم ونقف لهم, ولا نمكنهم من الوصول لكرسى مجلس الشعب, فالواجب أن يعمل هذا المرشح على تلافى تلك التشويهات لا أن يزديها سوءً. وأدعو الحكومة ممثلة فى وزارة البيئة, والهيئة العامة للنظافة والتجميل, لاتخاذ خطوات إيجابية لوقف هذه الظاهرة, التى تسيء مصر الثورة, عن طريق تجريم تلك التصرفات الحمقاء, بسن قوانين رادعة لمن تسول له نفسه, بالاعتداء على الذوق العام, وتشويه البيئة الخارجية للمواطنين, ويكون لموظفى تلك الجهات صفة الضبطية القضائية, بعمل محاضر اثبات حالة, واثبات التهم لن تكون عملية صعبة, خاصة وأن تلك الاعلانات يُكتب عليها اسم المرشح, ورمزه الانتخابى ورقم المحمول الخاص به غالبا. عبد الباقى الدوى كاتب مصرى