بإخراجٍ جديد وكلمات وصفت بالموفقة والشاملة وصورة بعيدة عن الرسمية المعتادة، يظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي بخطاب مختلف، والذي صرح بأنه سيقوم بحديث كهذا شهريًا، كانت ردود الفعل على هذا الخطاب متضاربة، ما بين خطاب ذا مضمون وخطاب لا جديد فيه. فحسبما قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور أسامة الغزالي حرب، إن الخطاب كان شاملًا ووافيًا وإن توقيت إذاعة خطاب الرئيس السيسي، جاء رغبة منه في الحديث إلى الشعب، مشيرًا إلى أن الرئيس تحدث عن العلاقات الخارجية ودور الدبلوماسية بشكل جيد على عكس المتوقع بسبب تاريخه العسكري. وأشار «حرب»، في تصريحات مُتلفزة، إلى أن الرئيس السيسي أكد في خطابه أن تعامل مصر مع أزمة ذبح العمال المصريين في ليبيا موفق وأعاد هيبة مصر. وأوضح أن الرئيس نبه، خلال خطابه، أمس الأحد، دول الخليج ألا تقع في مصيدة الإخوان للإيقاع بين مصر وأشقائها. أما عن ذكر الرئيس لضحايا الدفاع الجوي وشيماء الصباغ، قال «أستاذ العلوم السياسية» إن السيسي كان موفقًا تمامًا في حديثه حول التحقيقات التي يقوم بها النائب العام بخصوص حادث مقتل شيماء الصباغ والدفاع الجوي، موضحًا أن تأكيد الرئيس السيسي على أن أي مسئول سيخضع للمحاسبة إذا قصر أو ارتكب خطأً مهما كان موقعه، يريح الرأي العام. وأكد «حرب» أن خطاب السيسي كان شاملًا وتحدث عن العدالة الاجتماعية والفلاحين وتخفيض الغرامات الخاصة بهم، موضحًا أنه كان لابد من إشارة الرئيس إلى حقوق العمال والمكاسب الخاصة بهم. وفي نفس السياق، قال المحامي والإعلامي خالد أبو بكر، إن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي ألقاه أمس الأحد، يتميز بنوع من الهدوء وترتيب الأفكار، مشيدًا بقرار الرئيس بأنه سيلقي خطابه كل شهر على المواطنين. وأوضح «أبو بكر» عن مدى سعادته بذكر الرئيس للشهيدة شيماء الصباغ، قائلًا: "أنا سعيد لأن الرئيس السيسي ذكر في خطابه اليوم الناشطة شيماء الصباغ مرة أخرى، وإشارته لهذه الضحية التي راحت في ظروف لم يتم الكشف عنها حتى هذه اللحظة". ووصف «المحامي والإعلامي» تنويه الرئيس في خطابه للناشطة شيماء الصباغ، بأن هذا يؤكد أنه لا يوجد شيء يتم إخفاؤه. من جانبها، قالت الكاتبة الكويتية فجر السعيد، إن الخطاب "بشرة خير"، مضيفة في تدوينات لها عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الذي لم يتسن ل«المصريون» التأكد من صحته، أن "الرئيس السيسي سيطلع الشعب اليوم على آخر التطورات في جهود مكافحة الإرهاب بالفيديو.. باختصار خطاب مختلف". وانتقدت الكاتبة بعد الأخطاء التي قام بها المخرج، موضحة أن الإضاءة خارج المكتب الذي يجلس فيه الرئيس، والقادمة من النافذة خلفه، كانت قوية جدًا، قائلة: "تعني الوقت ظهر، وإضاءة الإبليكات على الجدران والأباجورة مضاءة بما يخالف الجو العام لوقت النهار، وهي دعوة عامة في البلد للترشيد"، مضيفة أنها ملاحظة قد لا يهتم بها المخرج ويراها عنصرًا جماليًا باللقطة، مرجعة ذلك لعدم فهمه بالسياسة، مشيرة إلى أن عدم وعي مخرج لقاءات الرئيس بالسياسة "غلطة" كان بالإمكان تداركها. ومن جانبه، أشاد المخرج خالد يوسف، بحديث الرئيس، مشيرًا إلى أنه حاول تقديم كشف حساب للشعب خلال المرحلة الماضية، وأنه يفتح طاقة الأمل في القلوب، من خلال تناول كل القضايا والموضوعات. أضاف «يوسف» في تصريحات مُتلفزة، أن الحديث جاء شاملًا لجميع الملفات العالقة بالدولة، لدرجة أنه لم ينس الغارمات، والشباب، والسياسة الخارجية والداخلية، وشباب المحبوسين، وحدودنا الخارجية، والتهديدات التي تواجهنا. وتابع: "حديث السيسي كان صادقًا ومن القلب وتلقائي للغاية، لا سيما أن على مدار 40 دقيقة لم يقرأ من أي أوراق سوى بعض الخطوط العريضة لرءوس الموضوعات، وأنا في النهاية رجل شغلي قائم على صدق الأداء، وأنا صدقته". أما الإعلامي عمرو أديب فكان تعليقه على شخصية الرئيس في هذا الخطاب، قائلًا: "الرئيس مؤدب زيادة عن اللزوم". ومن ناحية أخرى، كشف الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، في تصريحات متلفزة، أن الرئيس لم يوجه الخطاب من تلقاء نفسه بل بناءً على نصيحة من أجهزة أمنية وسيادية، أكدت له أن حالة الغضب ضده تتزايد بعد سلسلة من الفشل آخرها الفشل في استصدار قرار دولي للتدخل في ليبيا –على حد قوله-. ووصف «العناني» الخطاب بأنه بائس ومكرر ولم يضف جديدًا وحمل الصيغة الاعتذارية أو محاولة التبرير. وحسبما ذكر «العناني» أن الرئيس بدا في خطابه غير واثق في نفسه ولا يملك أي رؤية عن المستقبل ومشتتًا وفي حالة من التردد.