رغم معرفتي التامة بالمعلم حسن شحاته منذ فترة طويلة خلت ، و علمي جيدا بمدي أخلاقياته وتواضعه ، إلا أنني أعيب عليه رنة التكبر التي بدأت تعلو صوته ، وبعض التعالي الذي يشوب حاليا تصرفاته .. يحضرني الآن مباراة لبلدية المحلة التي كانت تحت قيادة أبو كريم في بطولة القسم الثاني عام 2000 ، يومها كنت أتابع المباراة ، وشاهدت بعيني رأسي حرص المعلم علي مصافحة كل من في الملعب يدا بيد ، حتي الجمهور القليل الذي كان يتابع المباراة بالمدرجات .. اليوم إختلف شحاته إختلافا بينا ، فما الذي جعله يفعل ذلك ..؟؟ .. وما هو السر في أن تلك الصفة تحديدا تنتاب كل مصري فينا ، دونا عن باقي خلق الله ..! حينما نبتعد عن الأضواء نكون في منتهي التواضع و الخجل ، و بينما تسلط علينا الأضواء نصبح في منتهي التعالي والغرور ..!! علي أية حال أتمني أن يعود أبو كريم لوعيه قريبا ، حتي لا يتربص به الإعلام ، خاصة بعد الأداء القوي للزمالك اليوم أمام دجلة وفوزه الساحق ، والذي يبشر بزمالك جديد ، ومنافسة قوية ، وبالتأكيد جمهور الأبيض اليوم يعيش حالة سعادة خاصة ، فبعد أن غادرهم العميد الكبير ، جاء إليهم العميد الصغير ، الذي أثبت أن مدحت شلبي ربما يكون علي حق ، حينما قال أن أحمد حسن خسارة كبيرة للأهلي ومكسب عظيم للزمالك .. كنت أعتقد ان شلبي يريد ( تدبيس ) الزمالك في مقلب احمد حسن كعادته عندما ينحاز لفريقه المفضل الأحمر ، وذلك بعد أن أشاع الأهلي عدم قدرة حسن علي الإستمرار في الملاعب لأكثر من ذلك ، لكن علي ما يبدو أن هذا الموسم سيشهد تألق جديد للعميد .. أما العميد الكبير فقد تألق هو الآخر علي أرض ستاد الفنون الكروية لأصحابه الإسماعيلاوية ، و أعترف انه لأول مرة منذ فترة طويلة جدا ، أشاهد مباراة للإسماعيلي وأستمتع بها ، إبتعد عن الدراويش ما كان يغلب علي ادائهم من فتور ولا مبالاة و ملل طوال السنوات السابقة ، فأبدعوا وقاتلوا وتألقوا ومن خلفهم جمهور رهيب ، و هذا هو الفارق الذي يوضح ويفسر لأصدقائي الإعلاميين أين كان جمهور الدراويش طيلة الفترة السابقة ، وهو السؤال الذي كان يواجهني في كل مكان اذهب إليه ..!! .. وكانت الإجابة ببساطة أن جمهور الدراويش جمهور مزاجي حساس ، عندما يشعر بالجدية والرجولة من لاعبيه ، تجده ورائهم بالآلاف ، وعندما يحس بالتهاون والتخاذل ينصرف تماما ، ثم ان وضع الدراويش يختلف عن الإتحاد والمصري حيث يحلو للبعض المقارنة ، شتان أن يكون حلمك بطولة الدرع أو أن تكون بطولتك مركز دافئ أو هروب من الهبوط .. أما أمنيتي القلبية ، بتحيز كامل ، فهي فوز الأهلي غدا علي إنبي ، حتي لا نفقد متعة بطولة الكأس ، فوجود الأهلي في أية بطولة له وضع وتأثير خاص ، ولو حدث وإبتعد فسوف تقل الإثارة تماما ، وهو ما لا أتمناه علي المستوي الشخصي ، بينما لسان حال جماهير الزمالك والداويش الآن غير ذلك تماما .. جوزيه يعلم جيدا أن الجميع يتطلع إليه ، وأن جمهور الأهلي العاشق لفريقه بدأ في التململ ومصمصة الشفاه ، وهي الأعراض التي تؤكد علي حالة عدم رضاء عن ساحرهم العجوز وحارس مرماهم عادل عبد المنعم الذي بالفعل لا يرقي لمستوي الأهلي ، لتترحم جماهيره علي أيام الحضري ، لكن رغم كل ذلك يبقي الكأس قريبا من الأحمر كما هي العادة ، خبرة ومهارة لاعبو الاهلي عامل فارق في كل مكان وأية مباراة لابد ان نعترف جميعا بذلك ، بالإضافة إلي جماهيره التي تطورت كثيرا علي مستوي التشجيع بصورة تدعو للإعجاب.. جوزيه الساحر أساء للتاريخ الكروي المصري منذ أيام ، بتصريحه الغير دقيق بأنه السبب في تجرأ الفرق المصرية علي أندية تونس ، وهو إستغفال واضح وصريح لتاريخ الكرة المصرية ، الذي يؤكد أن الإسماعيلي هو صاحب السبق في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة ، وإن لم يكن يدري فعليه الذهاب لسفارة تونس ليسأل ويعرف حدوته الأفريقي و يستمع لحكايات الترجي قبل تصريحه الذي غلفه الغرور والتضليل ..