تحت عنوان" كيف تحارب مصر داعش بدون مساعدة"، قالت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، إن رد فعل مصر القوي على ذبح الرهائن المسيحيين المصريين على يد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ليبيا نهاية الأسبوع الماضي كان موضع ترحيب بداعي محاربة جماعة متطرفة". وفيما قال مراقبون إن إجراءات مصر منذ ذلك الحين تشير إلى تركيز الرئيس عبدالفتاح السيسي على سياساته الداخلية الخاصة وليس لصالح المعركة الأوسع ضد "داعش"، ذكرت الصحيفة أن "القلق يتزايد لأن البيئة السياسية الصارمة والمشددة في مصر تغمرها مزاعم بأن هناك اتصالات بين الدولة الإسلامية وقطروالولاياتالمتحدة المفترض تعاونها لمحاربة التطرف". ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم "رغم أن هذا الكلام يهدد وحدة البلدان التي تكافح داعش، إلا أنه مفيد للسيسي، ويعزز فكرة وجود مصر تحت التهديد وأنه الوحيد القادر على الحماية وهذا ما ترجم في تصريحات أهالي إحدى ضحايا المذبحة". وقال إيميت سليمان شحاتة، شقيق أحد ضحايا مذبحة "داعش" من داخل الكنيسة الأرثوذكسية: "لدي رسالة إلى (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما.. مصر يجب أن تكون قوية بغض النظر عما يفعله أعدائنا". وقالت الصحيفة إن" شحاتة والرجال من حوله قاطع بعضهم البعض لتوضيح كيف ساعدت الولاياتالمتحدة داعش في جرائمها"، وهنا أكد شحاتة أن "الولاياتالمتحدة هي العمود الفقري لدعم قطر وتركيا اللتين تدعمان الإرهاب"، بحسب قوله. ورأت الصحيفة أن "المؤسسات القوية في مصر عززت من تلك المشاعر، بعد أن أثار المندوب المصري لدى جامعة الدول العربية طارق عادل أزمة دبلوماسية في الشرق الأوسط بعد اتهاماته لقطر بدعم الإرهاب إثر رفضها الضربة المصرية لليبيا". ونقلت الصحيفة عن فهد ناظر محلل شؤون الإرهاب في مجموعة الاتصالات الأردنية، والمحلل السياسي السابق بالسفارة السعودية في واشنطن يوم الخميس عبر البريد الإلكتروني قوله" المصريون يشعرون أنهم تحت الحصار وهذا أمر مفهوم". وتابعت: "الولاياتالمتحدة لها مشاكلها الخاصة مع الجنرال المصري فهناك رسائلها مختلطة فيما يتعلق بعودة مصر إلى الاستبداد، وفي الوقت ذاته تواصل منح مصر مزيد من ملايين الدولارات سنويًا للمساعدات العسكرية". من جانبه، قال سلطان بركات مدير الأبحاث بمركز بروكنجز الدوحة: "أعتقد أن سحب قطر للسفير بشكل مفاجئ سيزيد من القلق، لكنه عاد مؤخرًا إلى القاهرة". بينما أكد الناظر في بريده الإلكتروني أن العلاقات بين القاهرةوالدوحة يمكن أن تتفكك بسبب تغيير القيادة في السعودية عقب وفاة الملك عبدالله، حيث كان يعتقد أن الحاكم السعودي الراحل سيضغط على قطر للعمل مع السيسي". ولفت الصحيفة إلى أن "المسؤولين الأمريكيين لا يتوقعون أن تزيد حكومة السيسي من تعقيدات الحرب الأهلية باتهام قطر علنًا بدعم داعش، رغم حقيقة دمجها للإسلاميين في مصر مع الدولة الإسلامية في ليبيا". ورأت أنه "في الوقت الراهن، لم تتخذ الولاياتالمتحدة موقفا علنيا من الغارات الجوية المصرية أو الخلاف بين الدول العربية، حيث رفض متحدث باسم الجنرال جون ألين المبعوث الأمريكي لتحالف مكافحة داعش التعليق على تأثير الوضع على الائتلاف". ونقلت الصحيفة تصريحات المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في بيان لها أن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس اجتمعت مع وزير الخارجية المصري يوم الخميس وأكدت شراكة واشنطنوالقاهرة، لكنها لم تشر إلى الضربات في ليبيا، كما لم نلاحظ قولها بضرورة وجود تنسيق مع الولاياتالمتحدة ومصر في ليبيا". http://www.huffingtonpost.com/2015/02/20/egypt-isis-libya_n_6717382.html