هدد "أبو بكر شيكاو"، زعيم حركة "بوكو حرام" المتشددة في نيجيريا، اليوم الأربعاء، باستهداف الانتخابات العامة المقبلة في نيجيريا وتوعد زعماء الدول المجاورة. وقال "شيكاو" في تسجيل مصور جديد بث على موقع تداول التسجيلات المصورة على الإنترنت "يوتيوب": "نقول إن هذه الانتخابات التي تخططون لإجرائها لن تحدث في سلام، حتى لو كان ذلك يكلفنا حياتنا". وأضاف: "الله لن يترككم تمضوا قدما في هذه الانتخابات حتى من بعدنا، لأنكم تقولون إن السلطة هي من الناس إلى الناس، ما يعني أن الناس يجب أن يحكموا بعضهم البعض، ولكن الله يقول إن السلطة له فقط، وحكمه فقط هو الذي يطبق على هذه الأرض". وتابع "هذه الرسالة ليست رسالة إعلان حرب، ولكن دعوة لكم لتسمعوا وتطيعوا الله". ومضى قائلا: "لا تحتشدوا في المساجد وتحفظوا القرآن، ثم تكونوا جزءا من أولئك الذين يعارضونه في نفس الوقت". وفي التسجيل المصور الذي استمر 12 دقيقة، وكان مترجما بالعربية والإنجليزية، توعد زعيم "بوكو حرام"، قادة الدول المجاورة تشادوالكاميرون وبنين والنيجر الذين انضموا إلى نيجيريا في المعركة ضد الجماعة المتمردة. ومضى "شيكاو" موجها حديثه لقادة تشادوالنيجر المسلمين: "أنتم تزعمون أنكم مسلمون؟؟ انزعوا الأقنعة عن وجوهكم، ويجب أن تعرفوا أنكم تحاربون الله". وكان من المفترض أن يتوجه النيجيريون، يوم 14 فبراير/ شباط الجاري، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد، وأعضاء البرلمان الفيدرالي، قبل أن تقرر اللجنة الوطنية المستقلة، مؤخراً، تأجيل هذه الانتخابات إلى 28 مارس/آذار المقبل، وهو ما أدى إلى انتقادات محلية ودولية. ومنذ بداية عام 2015، كثفت الحركة المسلحة من هجماتها داخل الدول المجاورة لنيجيريا، حيث تعرّض الجنوب الشرقي النيجري، منذ بداية شهر فبراير/ شباط الجاري، إلى سلسلة من الهجمات الدامية من قبل "بوكو حرام"، ردّا على قرار النيجر بإرسال وحدات عسكرية إلى منطقة أقصى الشمال الكاميروني. وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من سيطرة المسلحين لفترة وجيزة على "فوتوكول"، وهي بلدة شمالي الكاميرون قرب الحدود مع نيجيريا، وقتلوا عشرات المدنيين، قبل أن ينجح في طردهم في نهاية المطاف ائتلاف القوات الكاميرونيةوالتشادية، وقتلوا المئات منهم بحسب تقارير. وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات، والقرى في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا"، الواقعة شمال شرقي البلاد، معلنة إياها جزءا من دولة "الخلافة الإسلامية". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.