مستشار نفسي: الفيديوهات تبدي صورة غير الحقيقية ل"داعش".. 4 أضرار نفسية لمقاطع داعش.. خبير إعلامي: تقنيات داعش "هوليوودية" مشاهد مروعة أنتجت بإخراج وتقنيات عالية، يستخدمها التنظيم الإرهابي "داعش" لتتوعد بالنصر وتظهر قوة - من المرجح - أن التصوير هو ما يمليها بالقوة، صور ومشاهد تعلق في ذهن الكثيرين وصف بالتقنيات "الهولوودية" لما تحويه من حرفية ومهنية في الإخراج والمونتاج والتصوير. واتضح التطور الرهيب في مقاطع الفيديو التي يروجها التنظيم الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي المنسوبة لها والتي تبث المقاطع، التي تضم حرق وذبح وقتل وإعدام الرهائن، وتقنيات الإخراج التي وجب أن يقوم بها احترافيون في الإخراج والمونتاج. استخدمت هذه التقنيات في عدد كبير من الفيديوهات التي تحوي أناشيد يزعم أنها تحيي روح القتال لدى التابعين للتنظيم وأيضًا ربطهم بالآيات القرآنية وتحريف الأحاديث، لإدراك الجماعة أن الحرب الأكثر تأثيرًا هي الحرب النفسية والتي تشن من خلال الإعلام بإذاعة كل ما يفعلونه لتأكيد قوتها. الحرب النفسية التي أكد مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للطب النفسي الدكتور أحمد هارون، أنها بالفعل ما تحاول فعله داعش في نفوس الجميع حول العالم، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي دائمًا يصور كل حادثة يقوم بها تجاه المدنيين هي أساس الحرب النفسية. وتابع: "مقاطع الفيديو مصورة باحترافية شديدة"، مؤكدًا أن الفيديو الأخير الذي أوضح ذبح ال21 مصريًا في ليبيا على أيدي داعش، كان مصورًا بثلاث كاميرات على الأقل، لوجود أكثر من جهة تصوير، وأن الفيديو لديه مخرج هو محرك التصوير، لشدة الاحترافية ودقة التصوير. وقال «هارون» إن اسم الحرب النفسية أطلق على ما كانت تفعله المجموعات التتارية التي كانت تستخدم ما ترتديه من فرو الحيوانات ورؤوس الجاموس الوحشي الذي يتم تفريغه ووضعه على رؤوسهم حتى يتسنى لكل من ينقل معلومات عن التتار في ذلك الوقت أن يوصل الصورة الوحشية لهم لكي يرهبون العالم حتى يصل للجميع حول العالم أن التتار يعدون جنسًا ثالثًا من البشر، موضحًا أن "داعش" تستخدم تلك الأساليب ولكن بتكنولوجيا وتقنيات عالية جدًا متماشية مع العصر الحديث. وأوضح «هارون» أن التنظيم الإرهابي لديه أعلى تقنيات وتأثيرات ضوئية وصوتية وحتى في اختيار الأشخاص ذوي الهيئة القوية وأعين تبرز مدى الوحشية، وحتى طرق القتل، ومن ثم ينشرون المقاطع بعد إعادة إخراجها والمونتاج وغيرها من أساليب ثم تقدم على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات لبث الرعب. وعن أسباب استخدام تلك الأساليب، قال «هارون» إن أهمها هو نشر الرعب في الأوساط العربية، وبث روح الفزع، ويستخدمون كل تلك التقنيات والزي والأسلحة ليبدوا لأنفسهم أنهم ذوو سلطة ويشعرون بالقوة والسيطرة. وأفاد «مستشار العلاج النفسي» أن نشر وبث تلك المقاطع المصورة لديها أضرار نفسية جسيمة على الإنسان خاصة أنها منشورة وتتداول على نطاق واسع بسبب بثها على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك"، مشيرًا إلى أن الأضرار النفسية تتضمن ارتفاع معدل القلق، ونشر الكآبة، وإصابة الأشخاص الذين يعانون بعض من الأمراض النفسية لتتعرض لأزمات نفسية ونوبة من الهلع. وطالب «أحمد هارون» بأن يتم منع تداول "الفيديوهات" مؤكدًا أن نشرها يثبت أنها حرب نفسية ومنعها سيقضي على فرصة التنظيم في نشر الرعب ووقف الحرب النفسية المقامة. كما طالب «هارون» بوقف استخدام بعض القنوات اسم "تنظيم الدولة الإسلامية" مستنكرًا الربط بين الإرهاب الذي يصنعه التنظيم بالإسلام، قائلًا: "مينفعش نستخدم اسم الدولة الإسلامية، لأن داعش ليس لها علاقة بالإسلام"، مشيرًا إلى أن قتل ال21 قبطيا الغرض منه زرع الفتنة وزرع شيء من الخلل عند الأقباط والعنف عند المسلمين. وشدد على ضرورة منع الفيديو، قائلًا: "الفيديو لازم يندثر ولا يجب زيادة الألم". وعارض عضو الجمعية العالمية للطب النفسي فكرة كون تلك المقاطع المصورة أنها تبرز قوتهم، بل إنها تعطي لداعش صورة غير حقيقته، مشيرًا إلى أن استخدام لغة الجسد توحي بغرض التخويف، وما يسمى في الطب النفسي بالبُعد الثالث. وأكد «هارون» أن داعش صناعة أمريكية وأنها مسمار جحا الأمريكي في الوطن العربي، أي أنها تصنع الشبح الذي يهدد العالم لتحتل وتدمر من خلاله دولا كثيرة تمامًا كما فعلت مع العراق. ومن جانبها، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريرًا عن استخدام التنظيم لأحدث تقنيات الصوت والصورة وعمليات المونتاج في إنتاج أفلام الفيديو التي يبثها عبر الإنترنت، أو عبر الهواتف الذكية من أجل الترويج لعملياتها. وأفاد التقرير بأن الأسلوب الذي يستخدمه "الدواعش" في إنتاج الأفلام هو ذاته المستخدم في «هوليوود» من أجل إنتاج أفلام ذات جودة وتقنيات عالية، خاصة الأفلام التي تتضمن مشاهد عنيفة. وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن أسلوب المونتاج الذي تستخدمه داعش يقوم ببث مشاهد قصيرة ومتتابعة للعمليات التي يقوم بها التنظيم، مع إظهار صور المقاتلين على أنهم أبطال ومقاتلون أشداء في المعارك، على أن هذه المشاهد تترافق مع مؤثرات صوتية تتمثل في أناشيد دينية تحفز على القتال والاستشهاد في سبيل الله، وإيقاع أشد الألم في الخصم أو في الطرف الآخر، ما يدفع المشاهد ليعيش مع الحدث مع قدر كبير من الإثارة. ونقلت الصحيفة عن الباحث في المركز الدولي لدراسات التطرف شيراز ماهر، قوله «إن داعش تمكن من إنتاج الفيديوهات الأفضل على الإطلاق، وبصورة متكررة منذ البداية، وليس فقط في الآونة الأخيرة». وأضاف: «إنهم يستخدمون مواد فيلمية سريعة، وتترافق معها أناشيد دينية تحفيزية»، وهو الأسلوب الذي يستخدمه منتجو الأفلام في «هوليوود»، حيث يتم إنتاج أفلام العنف بأحدث الوسائل والطرق. من جانبه قال المخرج السينمائي عمرو سلامة، في مقال تحليلي له عن فيديو ذبح داعش ل21 مصريًا، إن من وجهة النظر التقنية، أن الفيلم أخرجه شخص فكر جيدًا قبل أن يصور، هو في الأغلب حضر وفكر كثيرًا في كيفية تصوير هذا الفيديو ليؤثر على مشاهديه بشكل فعال، مشيرًا إلى دقة الصورة والإخراج المحترف، لاستخدامه عدة مناظر. وأوضح «سلامة» أن المخرج لعب بشكل واضح على كآبة منظر البحر، خصوصًا التوقيت، غياب الشمس فيه، والسماء مليئة بالغيوم، أدوات التصوير محترفة، هذا الفيديو وراءه تفكير طويل، ومال صرف عليه، وأشخاص مؤهلون ومحترفون عملوا على تنفيذه. وأكد «سلامة» أن اختيار اللونين الأسود والبرتقالي لهما دلالات مهمة، موضحًا أن الأسود للذابحين واللون البرتقالي للضحايا، أيضًا هناك مؤثر بصري جدًا، مشيرًا إلى أن كل هذا يبث الرهبة في المتفرج، قائلًا: "يجعلك تخاف مرتين، من أن تقابل هذه الأشباح السوداء وتخاف أن تكون مكان هؤلاء الضحايا المرتدين الون البرتقالي". واستطرد «المخرج السينمائي» في مقاله، أن رمزية استخدام البحر مهمة، حيث إنه يقنع الدول الأوروبية أنه قريب منهم، هذا البحر الذي ينظرون إليه هو الآن ممزوج بدماء أبناء دينهم، هكذا حاولوا أن يوصلوا لهم.