يحكى أن حكيما في بلاد التبت كان يقصده الناس لمعرفة سر الشباب الدائم فكان يعطيهم الوصفة السحرية مركزة في ثلاث نصائح " كل شيء جائز الحدوث " وعليك دائما أن تحاول ، " كل شيء يكمن أن ينسى " فلا ترهق نفسك بالأحزان " كل صعوبة يمكن تذليلها " فلا تيأس. هذه الحكمة تزرع الثقة بالنفس والرصانة والهدوء في مواجهة أحداث الحياة وتقاوم القنوط وعدم المبالاة. سر الشباب أن تحافظ على جذوة النار بداخلك مشتعلة تبث فيك الحماس والمبادرة والرغبة الحقيقية في الإنجاز والقدرة المتفائلة على الاستمتاع بالحياة والمشاركة في جعلها أفضل لك وللمجتمع كله. أما الخريف فإنه يأتي عندما تخبو النار تحت تأثير هباته العاصفة ويكون أمامنا خياران إما الاستسلام أو المقاومة ، وبالرغم من ارتباط الشيخوخة بتقدم العمر إلا أن مظاهرها قد تغزو الإنسان مبكرا يحدث ذلك إذا وجدت خطوط الدفاع مفتوحة أمامها فتبدأ في إحداث ثغرات لاستنزاف روح الشباب وإطفاء لهيبها. ولا يجدي كثيرا الاهتمام بالمظهر الخارجي وإضفاء ملامح الشباب عليه لأن الإنسان يشيخ أولا من الداخل. هناك علامات وتساؤلات إذا حدثت تكون هي ناقوس الخطر وبداية الغزو والدخول في سلسلة استنزاف الروح يتسلل التساؤل الخبيث إلى النفس " ما الجدوى ؟ " " ما جدوى الكفاح والسعي ؟ " ما دام كل جهدنا السابق لم يسفر عن شيء ،فلم تتغير الأوضاع التي نقاومها ولم نحقق أحلامنا المشروعة ، إذن لا فائدة فلنوفر جهدنا ، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ تتوالىالتساؤلات.. ما جدوى العمل ؟ ما فائدة العطاء ؟ حتى تصل إلى خاتمة المطاف ما جدوى الحياة نفسها ؟ وهنا نكون قد أدرنا ظهرنا للحياة ولم يبق أمامنا سوى انتظار الموت. هناك علامات أخري تؤكد أننا نسير في طريق النهاية عندما نكف عن الحب والعطاء ، عندما نفقد الحماس والرغبة في التجديد ، عندما نتمركز حول أنفسنا لأن ما بقي لدينا من طاقة الحياة لم يعد يكفي سوانا ، عندما نتساءل بإلحاح في كل مناسبة ماذا سنأخذ ؟ عندما نشعر أنه من الحماقة أن نتعاطف مع الآخرين أو نسمح لأحبائنا أن يتعاطفوا معهم لأننا نريد الاستئثار بهذا الدفء الذي لا داعي لإهداره. عندما تتنامى لدينا الرغبة في الركون إلى الراحة واكتناز المال. الشباب الذين يهدرون أوقاتهم بلا طائل ويديرون ظهورهم للمستقبل كأنه لا يعنيهم يفتقدون شباب الروح ، فالشيخوخة هي الشعور بأن الوقت قد تأخر والفرص فاتت والعمل ليس له جدوى ، إنها تخاذل الروح وليس خور الجسد. أسوأ أعداء الشباب اليأس واللامبالاة والأنانية والبخل والطمع والغيرة من نجاح الآخرين. أما أصدقاء الشباب فهم.. الانشغال الدائم بالعمل النافع والإقبال على الحياة والاستمتاع بمسراتها المتاحة والرغبة المتجددة في العطاء والحب والتفاؤل والأمل في المستقبل. ما دمت ترىالحياة حلوة، والأماني ممكنة فأنت شاب . ما دام نبع الرحمة والعطاء بداخلك فياضا فأنت شاب. ما دمت تفرح لنجاح الآخرين ويلتف الناس دائما حولك فأنت شاب. ما دام جهدك موجها لخارج نفسك قاصدا به استكشاف المجهول والبدء في مشروعات جديدة والسعي لما فيه خير الناس فأنت شاب وقديما قال الشاعر. كن جميلاً تري الوجود جميلاً