عقب نشر مقالي المعنون ( ليس دفاعاً عن الاخوان المسلمين ) اتصل بي عدد غير قليل ممن أعرفهم وممن لاأعرفهم .. نصحني بعضهم بعد ان قدم الحيثيات والتبريرات بالاعتذار عما بدر مني .. وانتهوا الي أنه لامفر من المراجعة .. وقد قالوا أن الرجوع الي الحق فضيلة .. وقال أخرون لقد أصبت وسوف تُثاب علي ماسطرت .. وحجتهم في ذلك أن الاخوان المسلمين أصابهم القرح كله .. وتكالبت علي رؤؤسهم النكبات والنوائب .. وكنت في كل مرة أري أن ماذهبت اليه ودبجته كان (حسبة لوجه الله تعالي ).. وان سلمت ان جماعة الاخوان هذا الكيان المعروف بوسطيته سيظل مثاراً للتحليل والنقد .. وهذا شأن كل التنظيمات الحية علي مر الزمان .. ومازلت عند عهدي ووعدي ومن خلال معارفي القدامي منهم ومن يعاصروننا الأن .. أري ان فيهم ومنهم من قدم البراهين علي الريادة والصدارة .. بل واري أنهم مؤهلون فعلاً للقيام بدورهم وفي شتي المناحي في المرحلة القادمة .. من خلال الدفع برموزهم التي تم اقصاؤها كرهاً لاطوعاً .. وربما غاب عن كثيرين أن المحن وحدها هي القادرة علي ثقل الرجال .. لاسيما من قبض فيهم علي الجمر وهم كُثر .. واذا كان الشئ بالشئ يذكر.. فاني لاأنسي اثنين من الرجال أحدهما رحل عن دنيانا الي الدار الاخرة .. وهو المرحوم ماهر خميس حميدة .. المحامي الفذ المدافع دوماً عن المقهورين والمكلومين ..وان اختلفت مشاربهم ومعتقداتهم .. بل ووصل به الامر ان دافع عمن ناصبوه العداء .. وكنت أري فيه ولا أزال النموذج المتفرد فى العطاء.. بل هو وحده من كان مؤهلاً للتصدي للعمل العام .. حرموه من دخول البرلمان عام 87 .. وأفسحوا المجال لأخرين أعرفهم أنا وانت بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع .. أما الأخر فهو أخي الذي لم تلده أمي انه الدكتور عبد الرحمن البر ابن مركز أجا .. والاستاذ بكلية اصول الدين .. المقرب دوماً الي تلاميذه .. واحبابه .. المخلص في تواصله مع الأخرين .. تزاملنا في مدرجات كلية اصول الدين فكان هو النابه المجتهد المفكر .. ومازلت أتذكر مقالاته التي كانت تنشر في المجلات الاسلامية العربية والمصرية .. ومنها منار الاسلام وصوت الازهر .. لقد عرفته سابقاً لسنه كما يقولون .. أمثال عبد الرحمن البر المُحدث والفقيه والسياسي البارع .. حرموه من اداء خطبة الجمعة دون جرم ارتكبه .. هو كغيره ناله جزاء سنيمار المهندس الذي شيد قصراً انيقاً وبدلاً من تكريمه جوزي بالاعدام حتي لايشيد قصراً أخر .. هكذا فعلوا بمنطقهم المعوج حيث ارتضوا سياسة الانبطاح والانزواء والتراجع .. ألم اقل لكم انني لست في مقام الدفاع عن الاخوان المسلمين ؟؟