الجميع مسئول ومدعو للمشاركة في رسم آليات ومعايير اختيار مرشح الرئاسة المصرية القادمة والذي ستحدد على يديه معالم مستقبل مصر القادم إن شاء الله تعالى . في هذا السياق وجهت الحلقة الأولى من هذه السلسة المركزة والموجزة إلى هذه الثلة الوطنية من كافة الاتجاهات والانتماءات ، و التي أعلنتها عن نيتها للترشح وتحمل المسئولية، والتي جاء في حلقتها الأولى : وعى وحافزيه الشعب المصري لاختيار المرشح الأفضل وضرورة احترام تاريخه وتضحياته وتطلعاته حتمية التواصل اليومي المباشر مع القاعدة الكبرى للمجتمع في طبقاته الدنيا ، ليس لأنها الكتلة التصويتية الأكبر ، ولكن لأنها تمثل السواد الأعظم من الشعب المصري العظيم وإن خلا به الدهر. ضرورة إجابة كل مرشح إجابات علمية منطقية على التحديات الأربعة الكبرى التى تواجه مصر الآن س 1 : كيف تستعيد مصر أمنها واستقرارها الداخلي؟ س 2 : كيف نحقق نقلة اقتصادية جيدة يشعر بها المواطن العادي؟ س 3 : كيف نوحد الجبهة الداخلية ونحشدها في اتجاه مشروع تنمية ونهضة مصر الحديثة ؟ س 4 : كيف نستعيد الدور الحيوي لمصر إقليميا وعربيا بما يضمن دعم جهود التنمية الداخلية ؟ بالاضفافة إلى شيئا من أسس ومهارات التواصل مع الجماهير والنخب واليوم نستكمل الحلقة الثانية : بالتأكيد الترشيح سيكون على أمرين الأول هو المشروع الاصلاحى التنموي ومدى جودته وموضوعيته ، والثاني شخص صاحب المشروع وقدرته على تنفيذ هذا المشروع ، وبخلل احدهما تسقط أهلية المرشح . اولأ : في مجال أهم الحقائق والمسلمات المتفق عليها نسبيا ، والتي يجب مراعتها بجدية من قبل مرشحي الرئاسة 1 حتمية امتلاك مشروع إصلاحي متكامل لكافة مجالات الحياة في مصر وليس حزمة أو مجموعة حزم لسياسات إصلاحية ، فالمطلوب بناء جديد متكامل الأركان والتفاصيل ، وليس ترميم الكيان السابق بما يعنى امتلاك المرشح لرؤية واضحة ومحددة لهذا البناء الجديد يشرحها لنا بطريقة ممنهجة علميا ، ويوضح لنا كيفية تأسيس وبناء ومراحل هذا البناء بالموارد الحالية المتاحة لدينا ، وبما سيبتكره ويضيفه من موارد إضافية جديدة. 2 حتمية الاستناد والتفعيل الحقيقي لوثيقة الأزهر الشريف لمستقبل الحكم في مصر والتي توافق عليها الجميع مسلمين ونصارى ، علمانيون ويساريون وقوميون وإسلاميون حتى أنه يمكننا أن نسميها وثيقة المصريين كافة ، والمقصود بالاستناد والتفعيل هنا ثلاثة أمور الأول : هو أن تكون الوثيقة احد المنطلقات الأساسية لكتابة ا للأفكار التاسيسة للمشروع الإصلاحي الذي يتبناه المرشح ، والذي يبدأ وفق مناهج التفكير والتخطيط الحديث من الأفكار التأسيسية ثم الرؤية الإستراتيجية فالأهداف العامة والاستراتيجيات والسياسات الحاكمة فمشروعات العمل التطبيقية في كافة مجالات الحياة التعليمية والثقافية والزراعية والاقتصادية ...الخ . الثاني : ان تكون هذه الوثيقة بمثابة معيار التقييم لمدى سلامة و جودة الأفكار والسياسات المطروحة في المشروع الاصلاحى الخاص بكل مرشح ، بما يضمن قبولها جماهيريا . الثالث : وضوح الالتزام الكامل بمعايير الجودة المصرية المنشودة في النظام الديموقراطى المستهدف الحكم به والتي طرحتها الوثيقة في إحدى عشر معيار ومواصفة محددة بدقة ووضوح . حيث حددت مواصفات ومعايير النظام الديموقراطى بالتالي اعتماد دستور ترتضيه الأمة الفصل بين السلطات اعتماد نظام الانتخاب الحر المباشر التعددية السياسية واحترام الأديان السماوية التداول السلمي للسلطة هيكلة وتحديد المهام والاختصاصات مراقبة الأداء ومحاسبة الجميع أفراد ومسئولين سواسية أمام القانون التطور التشريعي المستمر لمواكبة المصالح العامة تغليب سلطة القانون وحدة في إدارة شئون البلاد الشفافية الكاملة وحرية تداول المعلومات الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية الشاملة في الفكر والرأي والعمل ثانيا : في مجال الاستحقاقات الأساسية للترشح 1 الشعب يريد ان يتعرف على حجم ونوع الأعمال والانجازات التى حققها كل مرشح في الحياة الخاصة والعامة ( مؤسسة ، دائرة ، مدينة ، محافظة ، مصر ، دوليا )والتي تؤكد أهليته لتقديم ما هو أفضل على مستوى الدولة ككل . 2 تجارب التاريخ تؤكد ان القائد لا ينجح منفردا وإنما ينجح عبر قاعدة بشرية صلبة محيطة به تعتنق أفكاره وتؤمن به وتدعمه حتى تصل به إلى سدة الحكم ، حيث تعمل وتجاهد وتضحي من أجل هذا المشروع الاصلاحى الذي يمثله هذا القائد والرئيس المرتقب . كما انه يمتلك بنية بشرية متخصصة تتمتع بالاحتراف المهني والفاعلية يستند إليها في تمكين مشروعه الاصلاحى وإقناع وجمع وحشد الناس لحمل المشروع ، وتؤمن بقدرته على قيادة وتنفيذ هذا المشروع ؟ والسؤال الذي يجب الإجابة عليه من قبل كل مرشح ، ما هي البنية البشرية التى تستند إليها ، ومن هم مستشاريك وخبراءك ومعاونيك القائمين الداعمين لمشروعك الاصلاحى التنموي الذي تتقدم به للشعب؟ من المؤكد أننا نحتاج إلى مجموعة من المعايير المهنية ( نموذج تقييم شامل ) التى يمكننا قياس وتقييم المرشحين عليها حتى نقترب أكثر ما يكون إلى الصواب، على ان تتوافر في هذه المعايير المهنية التامة والبعد عن التأثر بأية أيدولويجيات فكرية أو دينية خاصة ، وهذا ما سنحاول الوصول إليه في المقالات القادمة إن شاء الله [email protected]