استؤنفت اليوم الثلاثاء المحادثات الرامية لإنهاء الأزمة حول بلدة بني وليد الليبية المحاصرة بين الثوار وشيوخ القبائل الذين خرجوا للقاء مفاوضين من المجلس الوطني الانتقالي الحاكم. وأفادت رويترز، أن أربعة زعماء قبليين التقوا بالمفاوضين الذين يمثلون المجلس الوطني الانتقالي في مسجد صغير يقع على مسافة نحو 40 كيلومترا شمالي البلدة. وقال الصديق بن دلة أحد مفاوضي المجلس الوطني الانتقالي بعد المحادثات التي استمرت ساعتين : إنهم ينتظرون الآن إجابتهم وحالما يتم الحصول عليها ستدخل قوات المعارضة البلدة بشكل سلمي، مشيراً إلى أن "الزعماء أبدوا سعادتهم بما سمعوه من المفاوضين وأنهم سينقلون الآن الرسالة إلى الجانب الآخر". وأعلن كلا الجانبين شروطهما في المحادثات التي تخللها إطلاق نار في الهواء من قبل قوات المجلس الوطني الانتقالي. وقدم مفاوضو المجلس ضمانات بأنه لن يكون هناك قصاص من أنصار القذافي الذين يبقون في البلدة، فيما قال الزعماء القبليون: إنه يتعين على قوات المعارضة أن تدخل البلدة بطريقة منضبطة. وقال زعيم قبلي: إن لهم عدة شروط، منها سرعة عودة الخدمات العامة إلى بني وليد، مشيراً إلى أنها ستساعد على طمأنة المواطنين. كما أكد كذلك على أهمية الطريقة التي سيدخل بها الثوار بني وليد، داعياً إلى على عدم إطلاق النار في الهواء. وفي بادرة عكست إصرار المجلس الوطني الانتقالي على التوصل لحل سلمي انضم محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس إلى المحادثات عبر الهاتف وتعهد باستئناف إمدادات الغذاء والماء والكهرباء إلى البلدة مع حماية المدنيين. وقال جبريل: إن هذه فرصة حقيقية لبني وليد لتظهر وجهها الحقيقي للعالم وتدخل تاريخ ليبيا. وكانت بني وليد التي تقع على مسافة 150 كيلومترًا جنوبي طرابلس قد رفضت الاستسلام للقوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي مما أثار تكهنات باندلاع جولة جديدة من القتال ضد القوات الموالية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي.