لم يكن أكثر المتفائلين قبل أربع سنوات من الآن يطمح في أكثر من إقالة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي من منصبه، لكن تمادي الرئيس الأسبق حسني مبارك في عناده وتأخره في الاستجابة لمطالب الثوار دفعهم إلى تصعيد سقف مطالبهم والضغط لإجباره على التنحي، في ثورة أطلق البعض عليها ثورة شباب "فيس بوك و"تويتر"، نظرًا لدور مواقع التواصل الاجتماعي في إشعال الثورة. صفحة "كلنا خالد سعيد" كانت واحدة من أبرز الصفحات التي كان لها دور قوي في إكمال الثورة وإشعالها، واستمرت الصفحة التي حظيت بعد ذلك باهتمام قطاع كبير من الشعب المصري وبخاصة الشباب في مساندتها للثورة، لكن فجأة ودون سابق إنذار وبالتحديد في الثالث من يونيه 2013 توقفت الصفحة ولم تعمل حتى اللحظة. وتأسست الصفحة في 10يونيو 2010 وقام بتأسيسها الناشط وائل غنيم بعد وفاة الشاب خالد سعيد بعد تعرضه للضرب والتعذيب على أيدي مخبرين تابعين للشرطة بقسم سيدي جابر بمدينة الإسكندرية، كما أبرزت التزوير الذي حدث في انتخابات 2010. بعد نشاء الصفحة تجاوزت حاجز ال4000 آلاف عضو خلال أقل من ساعة واحدة من نشر خبر مقتل خالد سعيد بسبب الضرب والتعذيب. وبعد 10 أيام من إنشاء الصفحة وصل العدد إلى 131 ألف متابع. لعبت الصفحة دورًا هامًا في الدعوى للتظاهر يوم 25 يناير والذي كان بداية الثورة المصرية حيث قام وائل متأثرًا بآراء أعضاء الصفحة التي وضعوها في تعليقاتهم بتغيير الحدث إلى ما أسماه: "ثورة على التعذيب والبطالة والفساد والظلم" وذلك في الرابع عشر من يناير 2011. وكانت هذه هي أول دعوة إلى ثورة 25 يناير. انتشرت الدعوة بين أعضاء الصفحة الذين تجاوزوا آنذاك أكثر من 350,000 عضو وتبنتها العديد من الحركات والمجموعات السياسية والحقوقية. تعاون وائل غنيم مع النشطاء الموجودين في الشارع للإعلان عن أماكن المظاهرات. وفي يوم 3 فبراير 2011 أعلنت شركة "جوجل" فرع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن أن أحد موظفيها وهو وائل غنيم مفقود ولم يعثر عليه، وفتحت خطًا ساخنًا للإدلاء بأي أخبار عنه. وفي يوم 6 فبراير تم الإفراج عنه وتم الإفصاح لأول مرة عن مؤسس صفحة خالد سعيد. في يوم الحادي عشر من فبراير كتبت الصفحة تدونية كانت "مبروك لمصر ..المجرم غادر القصر" بعد أن أصبحت الصفحة أيقونة للثورة المصرية اتخذت بعدها دورًا هامًا في مجال التوعية السياسية والوطنية. للصفحة العديد من المواقف والأنشطة السياسية على كافة المستويات. ففي مصر لعبت دورًا في استكمال أهداف الثورة والتنديد بحوادث القتل والضرب مثل: البالون - ماسبيرو - محمد محمود - أحداث مجلس الوزراء - مذبحة بورسعيد. كما لعبت دورًا أثناء انتخابات الرئاسة المصرية 2012 حينما اقترحت وثيقة فيرمونت علي المرشح الرئاسي محمد مرسي وقتها بحضور العديد من الرموز السياسية مما ساهم في دعم القوى الوطنية له ضد المرشح أحمد شفيق . وقفت الصفحة مع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، عندما تم استبعاده من الانتخابات الرئاسية بحجة جنسية والدته الأمريكية. وعلي الصعيد العربي ساهمت في دعم العديد من القضايا مثل: انتفاضة الأقصى الثالثة - دعم الثورة في ليبيا - دعم الثورة في سوريا والذي تسبب في هجوم شديد من مؤيدي بشار الأسد علي ادمنز الصفحة. قدمت الصفحة أيضا الكثير من الانتقادات علي سلبيات الحكومة في فترة حكم الرئيس محمد مرسي . فازت صفحة "كلنا خالد سعيد" بجائزة "أفضل حملة نشاط اجتماعي على الإنترنت" لعام 2011 في المسابقة السنوية السابعة لمؤسسة ال"دويتشه فيله". توقفت الصفحة عن الكتابة والنشر منذ 3 يوليو 2013 بدون أسباب معروفة حيث كانت آخر تدوينة لها على "فيس بوك" هو إذاعة بيان القوات المسلحة والتي أعلنت الفريق أول عبد الفتاح السيسي "وقتها" عزل الرئيس السابق محمد مرسي . ولم يتوقف الأمر على وقف الصفحة على صفحات "فيس بوك"، لكنه في نفس الوقت كانت أخر تدوينة لمؤسس الصفحة وائل غنيم كانت بتاريخ 3 يوليه 2013 والتي قال فيها عن عزل مرسي "وعدت فأخلفت وأقصيت وفشلت وفرّقت فرحلت .. ربنا يحفظ مصر وشعبها ويكتب لينا نشوفها زي ما بنحلم بيها!"