قال نواف خديدا السنجاري زعيم فصيل إيزيدي من قوات حماية سنجار (شمالي العراق)، التي تدعمها البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) ووحدات حماية الشعب الكردي السورية، إن "تنظيم داعش يسعى لخلق الفتنة بين الايزيديين والعرب". فيما دعا مدير ناحية سنوني بسنجار إلى "الحفاظ على النسيج الاجتماعي مع الاحتفاظ بحق محاكمة كل المجرمين". وأضاف نواف خديدا السنجاري للأناضول، إن "تنظيم داعش الارهابي بعدما تكبد هزائم كبيرة في الجزء الشمالي من قضاء سنجار مؤخرا، بدأ يحاول إعادة كسب أبناء العشائر العربية من خلال خطط لإيقاع الفتنة بين العرب والايزيديين". وأوضح أن عناصر داعش عمدت إلى قصف مواقع المقاتلين الايزيديين بقذائف الهاون من قريتي سيبايا والجري ضمن ناحية سنوني (63 كلم غرب سنجار)، وقال إنه "تم إبلاغ وجهاء القريتين بضرورة عدم تكرار هذه الاعمال، لكن دون جدوى". وأشار إلى أن "مجموعة من المسلحين الايزيديين توجهت إلى حدود القريتين للتصدي لمصادر النيران، ووقعت اشتباكات مع عناصر داعش وتم قتل 5 منهم فيما لاذ الباقون بالفرار". وتابع، أن "بعض العوائل العربية ممن تبقى في هاتين القريتين نزحوا منهما بسبب الاشتباكات،" نافيا "استهداف المقاتلين الايزيديين للمدنيين العرب". من جانبه، قال نايف سيدو مدير ناحية سنوني للأناضول إنه "منذ تحرير الأجزاء الشمالية من قضاء سنجار دعونا إلى عدم الانجرار لأعمال انتقامية بين هذا والطرف وذاك، ونحن ضد اي عمل انتقامي يطال الابرياء والعزل". وأضاف أنه "لا يجوز تضخيم بعض الأحداث الصغيرة، أوتحريف الحقائق من قبل بعض وسائل الاعلام، ونحن ندعو إلى العمل جميعا من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي في سنجار، مع الاحتفاظ بحق محاسبة كل المتورطين بالتعاون مع داعش وارتكاب جرائم وفق القانون". وسيطر تنظيم "داعش" على معظم أجزاء قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) والذي يقطنه أغلبية من الكرد الإيزيديين في الثالث من أغسطس/ آب الماضي، فيما تمكنت قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) من تحرير الأجزاء الشمالية منه وبضمنه مركز ناحية سنوني (63 كلم شمال غرب سنجار) قبل نحو أسبوعين. وتتحدث تقارير صحفية ونشطاء إيزيديين عن قيام عناصر داعش بارتكاب جرائم بشعة، من قتل وخطف وسبي الآلاف من الإيزيديين المدنيين. والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية.