... بين مصر وإسرائيل شريط حدودي,و غاز ومحاولات تطبيع وأشياء أخرى,لكن أهم ما بين المحروسة والكيان الشرير معاهدة سلام ملزمة لمصر ومجلسها العسكري,ولك أن تصف المعاهدة بالاتفاق البخس أو أن تنعتها بالظلم,أو تسبغ عليها آراء قانونية مبطلة, ولك أن تشتم إسرائيل وتغني خلف شعبان عبد الرحيم.لكن كل ذلك لا يغني من الواقع شيئا . وقد مضى الشهر الكريم ومضت معه ذكريات ملاحم بدر وعين جالوت والعبور ,فهل يمكن للتاريخ أن يسجل لنا موقعة كوبري الجامعة أو إنزال العلم كإحدى الملاحم كما أراد الإعلام في برامج تلفزيونية خفيفة المادة ثقيلة الظل ومقالات عابرة غير متزنة في معظمها . وإسرائيل أكرهها ما دمت في هذه الدنيا,وهي كيان جاء سفاحا ومجرمة و تحارب الله ورسوله وأولياءه الصالحين,ولا منطق معها إلا القوة. ولكن- وقد قدمت بين يديك ب(لكن)- ولكن ما حدث من واقعة إنزال العلم وما تبعه من تنازع أدوار البطولة وحتى الآن ثم النداءات المتتالية بحذو حذو تركيا و قد طردت سفير إسرائيل من لديها,كل ذلك يشير إلى أن منطق الصوت العالي وعشق الشهرة هو الحادي في مسيرة مصر بعد الثورة. فمع احترامي للجميع أقول إن ذلك المسخ الشرير والورم الخبيث المسمى دولة إسرائيل لنا معها معاهدة واتفاق سلام...فاطلب تعديل الاتفاقية أو إلغاء بعض بنودها أو إلغاءها من الأساس وحتى ذلك الحين أنت ملزم بعدم التعرض لعلم الصهاينة.وكلامي هذا مر وسخيف ولكنها الحقيقة. أما ثاني الملاحيظ فتمثله تلك الحناجر الزاعقة التي لا تزال مصرة على تلبيس مصر قميص تركيا ,والفرق كبير و طول الذراعين مختلف,كما أننا دولة للتو خرجت من عملية جراحية خطيرة واستأصلت ورما خبيثا,ويرفض أبناؤها توفير قليل من الهدوء و كثير من العمل لتمرير فترة النقاهة,قبل أن تشتبك في معارك ليس هذا وقتها...فنحن منذ شهرين كاد بعض الثوار بيننا أن يشتبكوا ويسيروا باتجاه المجلس فيما عرف بموقعة العباسية,ونفس المنتقدين للمجلس وغامزيه ولامزيه هم من بلعوا حبوب الشجاعة والتهيؤات وينادون الآن بإجراءات في مجملها تعني الاستعداد لحرب تطول. أما ملحظي الأخير فعودة لمسرحية إنزال العلم,ففي عام ثلاثة وسبعين سجلت الكاميرا أن محمد أفندي هو من أنزل علم المغلوب ورفرف بعلم مصر أما في موقعة عبور كوبري الجامعة فإننا حتى الآن لم نعرف من الذي تسلق ومن الذي خلع ومن الذي ربط العلم محل العلم,فبعد أن أخذ الشحات الشقة من المحافظ-المحافظ أساسا لا يملك تلك الشقة- فوجئنا بشاب آخر يعلن أنه هو صاحب الموقعة و أن الشيخ صفوت حجازي يحاول حل المشكلة وتسوية الأمر بين الشابين وسبحان مثبت القلوب والعقول وأعوذ بممسك الألسن عن حدة النقد... فإما احترام المعاهدة القائمة حتى تعديلها أو الاستعداد بالإحسان في العمل والعرق ,وقال الشاعر: أولئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البُني وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا. [email protected]