علمت "المصريون"، أن مصر أبلغت المجلس الانتقالي الليبي– الهيئة السياسية للثوار الليبيين – استعدادها تقديم المساعدة الأمنية لحفظ الأمن بالمناطق الشرقية من ليبيا، لمنع اضطراب الأوضاع والحيلولة دون تكرار السيناريو العراقي في ليبيا، وتفادي اندلاع حرب أهلية في مرحلة ما بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي إثر سيطرة الثوار على العاصمة طرابلس في الأسبوع قبل الماضي. وكشفت مصادر مطلعة ل "المصريون"، أن مصر أبدت ترحيبها بإرسال قوات أو خبراء أمنيين إلى ليبيا، للمساعدة في إرساء الأمن والاستقرار وتفادي حدوث حالة من الفوضى الأمنية على حدودها الغربية، باعتبار أن حفظ الأمن في هذه المناطق يعد مصلحة مصرية بامتياز. وقالت المصادر إن استجابة مصر لمطالب محمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الليبي تأتي في محاولة اكتساب ثقة المجلس الانتقالي، الذي اعترفت به مؤخرًا في أعقاب السيطرة على طرابلس، منهية حالة من التردد استمرت لشهور تجاه الثورة الليبية. وكان عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الانتقالى الليبي صرح في وقت سابق، أن الثوار يدرسون الاستعانة بقوات أمن من الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى اجتماعهم مع المسئولين في مصر وقطر لتدريب قوات الأمن الليبية. في الوقت الذي أعرب فيه زعماء المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عن رفضهم نشر أي قوات حفظ سلام دولية في بلادهم بعد سقوط نظام العقيد القذافي، مع اعتزام الحكومة الانتقالية الجديدة الأخذ بزمام المبادرة في إرساء الأمن. ولن يقتصر علاقات التعاون بين مصر والمجلس الانتقالي على الجانب الأمني، إذ يعتزم الحكام الجدد في ليبيا منح شركات المقاولات المصرية دورًا رئيسًا في إعمار ليبيا خلال المرحلة المقبلة، في ظل حالة الانهيار التي أصابت البنية التحتية في البلاد بعد شهور من القتال بين الثوار والكتائب الموالية للعقيد القذافي، وقصف حلف شمال الأطلسي "الناتو" للمنشآت الليبية منذ مارس الماضي. وترغب الحكومة المصرية في أن تلعب شركات المقاولات العامة الدور الأهم في عمليات الإعمار في ليبيا، لكن هناك ضغوط غربية تسعى لمنح شركة "أوراسكوم" المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس نصيبًا من "كعكة" إعادة الإعمار التي سيتم منحها للشركات المصرية.