شدد الرئيس الألماني "يواخيم غاوك" على ضرورة "تأكيد السياسيين في البلاد بشكل واضح على أن ألمانيا بحاجة إلى الهجرة التي تخدم الجميع"، مرحبا في الوقت ذاته بالمظاهرات الألمانية المضادة لمعاداة الأجانب والمؤيدة لانفتاح بلاده على العالم. جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الرئيس الألماني، اليوم الخميس، خلال مقابلة له مع وكالة الأنباء الألمانية، والتي قال فيها أيضا: "ما يسعدني هو خروج الكثير من المتظاهرين هذه الأيام إلى الشوارع مطالبين بانفتاح بلادهم على العالم". وأوضح "غاوك" أن "أوروبا بها الكثير من التيارات والأحزاب التي نشأت نتيجة الخوف من العولمة، يضاف إلى ذلك الخوف من أن وجود المهاجرين في ألمانيا يمكن أن يقلص فرص الألمان في سوق العمل وفي أماكن أخرى". وأضاف - عن حظر مظاهرة لحركة "بيغيدا" (أوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) وعدد من المظاهرات الأخرى في مدينة دريسدن الاثنين الماضي -: "حرية التجمهر إرث غال، وكذلك المحافظة على سلامة الأشخاص والحياة". وشدد "غاوك" على ضرورة أن تكون ثمة أسباب هامة للتدخل في الحق الأساسي للتجمهر، مضيفاً: "يجب ألا تؤدي التهديدات بتنفيذ اعتداءات إلى أن نلغي حقوقنا في الحرية من الناحية العملية، لأن ذلك سيعني أن الإرهابيين نجحوا في تحقيق ما يريدون". وفي رد منه على سؤال حول ما غيرته الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في وقت سابق الشهر الجاري، قال الرئيس الألماني: "الناس في أوروبا يعيشون في نظام مبني على مجموعة من القيم، ولقد أدركوا بعد تلك الهجمات أن هناك أعداء متربصون بذلك النظام". واستطرد قائلا: "إذا اتحد المواطنون من أعراق مختلفة، وعبروا عن رغبتهم في الدفاع عن القانون والإنسانية، فهم بذلك يعززون من الشيء الذي يريد المعتدون تقويضه والقضاء عليه، ولقد أظهر المسلمون في فرنساوألمانيا وفي أماكن أخرى، أنهم لن يسمحوا للإرهابيين القلة الذين ينتمون لنفس دينهم، بتقسيم المجتمع الذي يعيشون فيه". ولفت الرئيس الألماني إلى أن العديد من المنظمات الأهلية المسلمة شاركت في التظاهرة التي أُقيمت في وقت سابق عند باب "براندبورغ"، ونددت بالهجمات الإرهابية التي تُشن باسم الإسلام، ودافعت عن حرية التعبير والصحافة، مضيفاً: "هذا الأمر قد لا يروق كل مسلم".