ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الغارة, التي شنتها حكومة بنيامين نتنياهو, وتسببت بمقتل عدد من قيادات حزب الله اللبناني في بلدة القنيطرة السورية، جاءت لغايات انتخابية. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 20 يناير أن توقيت هجوم القنيطرة, الذي شهد مقتل قيادات من حزب الله تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، جاء قبيل الانتخابات الإسرائيلية في مارس المقبل، معتبرة الهجوم جزءا من عمليات استعراض عسكرية تُميز حملات الانتخابات في إسرائيل, عندما يكون حزب السلطة في ضائقة. وتابعت أن هناك عدة عمليات عسكرية منذ 1955 سبقت الانتخابات الإسرائيلية، موضحة أن الجمهور الإسرائيلي ينتشي بالانتصارات العسكرية السهلة. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر قريب من حزب الله قوله إن ستة عسكريين إيرانيين قتلوا في الغارة، التي شنتها إسرائيل في 18 يناير على بلدة القنيطرةجنوب غربي سوريا على مقربة من الجولان السوري المحتل, والتي تسببت أيضا بمقتل ستة عناصر من الحزب، بينهم قائد عسكري ميداني وجهاد ابن القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية. وأضاف المصدر ذاته أن من بين العسكريين الإيرانيين الذين قتلوا قياديين كانوا ضمن موكب من ثلاث سيارات استهدفتهم مروحية إسرائيلية بقصف صاروخي على مقربة من خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل. وبدوره, أكد الحرس الثوري الإيراني مقتل الجنرال محمد الله دادي, في الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل في 18 يناير على مزرعة الأمل في محافظة القنيطرةجنوب غرب سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية. وأفاد بيان للحرس بأن دادي كان يعمل مستشاراً عسكرياً أول لدى الجيش السوري, فيما ذكرت مواقع إلكترونية إيرانية غير رسمية أن الجنرال دادي كان يستقل سيارة مع جهاد عماد مغنية أحد القادة العسكريين لحزب الله اللبناني الذي قتل في الغارة أيضا. ومن جانبه, قال مدير مكتب "الجزيرة" بطهران عبد القادر فايز إن بيانا للحرس الثوري أفاد بأن الجنرال كان على علاقة متينة بالحلقة الضيقة لقيادة حزب الله بمنطقة القنيطرة، وأضاف البيان أن الحرس يحمّل البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي ايه" المسئولية عن اغتيال القائد العسكري الإيراني. واعتبر الحرس أن تل أبيب ما كانت لتنفذ غارتها لولا تلقيها ضوءا أخضر من واشنطن، وذلك في أول عملية اغتيال إسرائيلية لقائد عسكري إيراني. وتوعد الحرس بأن لا يمر الحادث "دون حساب ورد". وبدورها, أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارة الإسرائيلية واصفة إياها بالإرهابية، وأضافت أن الحادث "أثبت مرة أخرى أن معركة سوريا جزء من المواجهة مع الكيان الصهيوني، وأن حزب الله ما زال صامدا وراسخا في درب الجهاد والشهادة أمام الاحتلال وتدخلات الأجانب في شئون شعوب المنطقة". وفيما التزمت إسرائيل الصمت على المستوى الرسمي, أكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو, قيام إسرائيل ب"عملية نوعية ودقيقة" في الجولان، وبشكل غير مباشر, اعترف الجنرال عاموس يدلين القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بتنفيذ العملية، وقال للإذاعة الإسرائيلية إن خلية حزب الله لم تكن في نزهة بين أحضان الطبيعة المثلجة. وبرر يدلين تنفيذ العملية بأنها توجه رسالة لمن يهدد أمن إسرائيل بأن يضع روحه على كفه. وفي رأي يدلين، فإن حزب الله "عاجز عن الرد وفتح حرب جديدة مع إسرائيل لانشغاله بمعاركه في سوريا ولبنان"، مرجحا أن يأتي انتقام حزب الله, بعيدا عن الحدود.