قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول مسألة إقليم قره باغ الأذربيجاني: "ما دامت مجموعة مينسك لم تتخذ خطوة حاسمة حتى الآن، فإن عملية المفاوضات تحولت إلى مجرد تكتيك للمماطلة، ومن المؤسف استمرار المماطلة إلى الآن، رغم القرارات الدولية المتخذة بهذا الخصوص". جاء ذلك في مؤتمر صحفي جمع أردوغان بنظيره الأذري "إلهام علييف"، في القصر الرئاسي الجديد بالعاصمة أنقرة، بعد لقاء ثنائي جمعهما، وآخر لوفود البلدين، حيث أكد أردوغان استمرار دعم تركيالأذربيجان فيما يتعلق بإيجاد حل سلمي لقضية "قره باغ" ضمن وحدة الأراضي الأذرية. وذكر أردوغان أن اللقاءات ناقشت النقطة التي وصلت إليها العلاقات بين تركياوأذربيجان، إضافة إلى مشاكل المنطقة، والخطوات الواجب إجرائها إزاء ذلك، معربًا عن ترحيبه لإجراء "علييف" أول زيارة رسمية له عام 2015 إلى تركيا. ولفت أردوغان أنه تلقى آخر المعلومات من "علييف" حول المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات لإيجاد حل لقضية "قره باغ"، مضيفًا: "إن موقفنا واضح تمامًا في هذا الموضوع، ومن المستحيل أن نتراجع عن موقفنا". وأشار أردوغان إلى أن مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، سيسهم في تطوير العلاقات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والثقافية، والتعليمية، بين البلدين، مشددًا على عدم وجود أي خلافات أو مشاكل في العلاقات السياسية بين البلدين، وأن العلاقات العسكرية مستمرة وبازدياد، وأن التبادل التجاري بين البلدين وصل حتى 5 مليارات دولار أمريكي، مبينًا أن هدفهم أن يصل حجم التبادل إلى 15 مليار دولار عام 2023. وأفاد أردوغان أنه تم اتخاذ خطوات حول خط "تاناب" (خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول، والذي ينقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا)، الذي أصبح مشروعًا عالميًا، إضافة إلى مشاركة شركات تركية بشكل كبير في خدمات المقاولات، وإنتاج أو تأمين الأنابيب للمشروع، وأضاف: "أن موقع أذربيجانوتركيا سيتعزز أكثر مع تشغيل الخط إضافة إلى مكانتهما الاستراتيجية". بدوره، قال الرئيس الأذري إن "تركيا باتت مركز قوة في العالم اليوم، وبقدر ما تصبح تركيا قوية كذلك أذربيجان، واليوم ليس هناك أي دولتين تشهدان هذا الارتباط والتقارب فيما بينهما"، مبينًا أن علاقات البلدين تستند إلى جذور تاريخية، وأخوة شعبي البلدين. وأوضح "علييف" أن دعوة بلاده إلى قمة "مجموعة العشرين" التي تستضيفها تركيا العام الحالي، يعد انعاسكًا لتلك العلاقات، مؤكدًا استمرار علاقات الأخوة والصداقة بين تركياوأذربيجان بشكل ناجح مستقبلًا. كما أشار علييف إلى تقدم التعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين البلدين، قائلًا: "نشتري الكثير من الأسلحة والذخائر من تركيا، وتبادلنا خلال اللقاء وجهات النظر حول تصنيع منتجات دفاعية مشتركة في أذربيجان، لذلك لدينا خطط كبيرة من أجل تطوير التعاون في مجال الصناعات الدفاعية". وذكر "علييف" أن لقائه بأردوغان ناقش الاشتباكات التي وقعت بين أذربيجان، وأرمينيا، ومسألة قره باغ، لافتًا إلى أن تركيا قدمت دعمها للعدالة والحق، والقانون الدولي وشقيقتها (أذربيجان) بهذا الخصوص. كما وقع الرئيسان قبل المؤتمر الصحفي على بيان مشترك حول نتائج الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، في حين وقع كل من وزير الجمارك والتجارة التركي "نور الدين جانكلي"، ووزير الاقتصاد والصناعة الأذري على مذكرة تفاهم حول تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة الجمارك والتجارة التركية ولجنة الجمارك الأذرية، إضافة إلى توقيع رئيس هيئة التحري حول الجرائم المالية التركية "ابراهيم حقي"، والسفير الأذري في أنقرة "فايج باغيروف"، مذكر تفاهم حول تبادل المعلومات المالية بموضوعات غسيل الأموال، وتمويل الإرهاب. ووصل "علييف" أمس الأربعاء، إلى العاصمة التركية على رأس وفد، في إطار زيارة رسمية لتركيا، تلبية لدعوة نظيره التركي "رجب طيب أردوغان"، حيث كان في استقباله في مطار "أسن بوغا" الدولي، وزير الزراعة والثروة الحيوانية التركي "مهدي أكر". وشُكلت مجموعة "مينسك" من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عام 1992، للمساهمة في التوصل إلى حل سلمي للنزاع بين أذربيجانوأرمينيا الذي نشب، جراء اعتداء أرمينيا على إقليم "قره باغ" الأذري، واحتلاله عام 1993. الجدير بالذكر أن جذور أزمة "قره باغ"، بين أذربيجان، وأرمينيا، تعود إلى عام 1992، إبان سقوط الاتحاد السوفيتي، عندما سيطر الانفصاليون المدعومون من أرمينيا على الإقليم، وتمكنوا من اغتصابه من أذربيجان، في حرب دامية راح ضحيتها حوالي 30 ألف شخص. ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، فإن المناوشات، والتهديدات باندلاع الحرب ما زالت مستمرة، في ظل عدم توقيع أي من الطرفين على معاهدة سلام دائم. وبينما تهدد أذربيجان باستخدام القوة لاستعادة الإقليم في حال فشل المفاوضات، تؤكد أرمينيا استعدادها للرد بعنف في حال لجوء جارتها للحرب.