أخفقت المرأة العربية المسلمة في إسرائيل، آنيت خاسكيه، اليوم الخميس، في الحصول على مقعد مضمون على قائمة حزب "البيت اليهودي" اليميني، لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في 17 مارس/آذار المقبل، وذلك على الرغم من تبنيها المواقف المتشددة للحزب. كتبت خاسكيه في تدوينه على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعد ظهر اليوم الخميس: "مساء الخير، أنا آنيت ، لم أتمكن من الدخول (إلى القائمة)، ولكن آلاف من الذين صوتوا لي أثبتوا أنني على المسار الصحيح". وخاسكيه ، مسلمة تبلغ من العمر 45 عاماً ، من مواليد مدينة عكة العربية، شمالي إسرائيل، وتقول على موقعها إنها تعيش في كيبوتس (تجمع سكني) "يهيام"، في الجليل الأعلى (شمال). وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إنها تعمل مصففة شعر، ويخدم أبناؤها في الجيش الإسرائيلي، وتقود منظمة اسمها "الصوت الحقيقي" التي تدعو لانخراط المواطنين العرب في إسرائيل في الجيش. ويقدر مكتب الإحصاء الإسرائيلي عدد المواطنين العرب في البلاد بنحو مليون و600 ألف، أي نحو 20% من عدد سكان إسرائيل البالغ 8 ملايين. وتمتنع الغالبية العظمى من المواطنين العرب في إسرائيل عن الانخراط في صفوف الجيش. وفي هذا الصدد كتب العضو العربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، أحمد الطيبي في تدوينه له على صفحته في "فيسبوك" في 15 يوليو الماضي:" المدعوة آنيت خاسكية، تنادي بتجنيد العرب لجيش الاحتلال كما فعلت بأبنائها الثلاثة..هذه ظاهرة تافهة، وفي كل شعب يوجد كهذه". وتشير استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي إلى أن حزب "البيت اليهودي" اليميني برئاسة وزير الاقتصاد نفتالي بنيت سيحصل على 16 مقعداً من أصل 120 في الانتخابات القادمة، ولكن انتخابات الحزب التي جرت أمس الأربعاء، وظهرت نتائجها اليوم، لم تضمن لخاسكيه مقعداً مضموناً. وكان بنيت حرص على منح الدعم لها بعد أن وصفها في تدوينه له على صفحته في "فيسبوك" أمس، بأنها "امرأة لا تخاف"، وقال: " المرة الأولى التي سمعت فيها عن آنيت كانت خلال عملية الجرف الصامد (الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة التي وقعت في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين) ، قيل لي أنها امرأة عربية مسلمة، وإنها تعتبر نفسها صهيونية وهو ما جرّ عليها الكثير من الانتقادات". وأضاف "خلال العملية وعندما علمت أن ابنها حسام الذي كان يخدم في ذلك الوقت ضمن لواء غولاني، قتل خلال القتال، انهارت انيت ونقلت فوراً إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولم تتعافى إلا حينما جلب لها الإثبات بأن ابنها لم يتأذ". وتابع بنيت "بعد عدة أسابيع من انتهاء الحرب التقيت آنيت التي أظهرت دعماً لحزب البيت اليهودي". وتعكس المواقف لخاسكيه مواقف متشددة، حيث كتبت في تدوينه على "فيسبوك": "إذا ما تم انتخابي فإنني أعد بأن أقوم بكل ما هو قدرتي لتعزيز البرنامج السياسي لنفتالي بنيت في الإبقاء على السيطرة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، تحسين صورة إسرائيل في العالم ومساعدة العرب الإسرائيليين بأن يقدموا للبلد الذي فعل كل شيء من اجلهم". وأضافت في تدوينه أخرى "أتلقى أسئلة عن موقفي بشأن حل الدولتين، وردي هو أنه ليس حلاً، وإنما وسيلة لزيادة الأوضاع سوءا ، وعلى أي حال لا تسألوني أنا وإنما اسألوا الفلسطينيين الذين سيقولون لكم إنهم يريدون كل إسرائيل، وأن حل الدولتين لا يلبي طوحاتهم الوطنية".
أما بشأن المستوطنات فتقول في إحدى تدويناتها: "لا أستطيع أن أقول أن المستوطنات هي نقمة لإسرائيل، بل هي نعمة". وقالت في تدوينة إضافية : "ترعرعت على التصويت لحزب الليكود (الحاكم) ولكنني أرى أن البيت اليهودي الأكثر صهيونية". يذكر أن المتطرفة في حزب "البيت اليهودي" إيليت شاكيد، حصلت على أعلى الأصوات في الانتخابات، حيث حلت ثالثاً في القائمة بعد مؤسس الحزب بنيت (أولاً)، وشريكه زعيم حزب "تكوما" اليميني، وزير البناء والإسكان أوري أرئيل (ثانياً). وشاكيد، هي- بحسب الموقع الإلكتروني للكنيست-، من مواليد عام 1976 في تل أبيب، وتحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة الالكترونية وعلوم الحاسوب من جامعة تل أبيب. وغالبا ما أدلت شاكيد بمواقف متطرفة ضد الفلسطينيين. وحل رابعاً في القائمة الحاخام إيلي بن دهان، نائب وزير الأديان، ويعتبر من أبرز الداعين لتقسيم المسجد الأقصى، فيما حلت عضو الكنيست شولي معلم، الناشطة في اقتحام الأقصى، في المرتبة الثامنة. وتنافس 37 مرشحاً للحصول على مقعد مضمون في قائمة "البيت اليهودي" للانتخابات. ولم تؤد هذه النتيجة إلى تغيير في مواقف خاسكيه، إذ كتبت في تدوينتها اليوم: "بلا شك أنني خائبة الظن، ولكنني كنت دائماً مقاتلة وسأواصل العمل في السنوات الأربع القادمة أو حينما تجرى أية انتخابات مجدداً". ويبلغ عدد أعضاء الكنيست الحالي من العرب 11 من أصل 120 عضواً هم عدد أعضاء البرلمان.