سخرت صحيفة "الجارديان" البريطانية بشدة من حضور وفود مصرية وإماراتية وجزائرية وروسية المسيرة, التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في 11 يناير, للتضامن مع ضحايا الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"من جهة, وللتأكيد على حرية التعبير من جهة أخرى. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 12 يناير أن منظمة "مراسلون بلا حدود" سخرت أيضا من حضور هذه الوفود, على اعتبار أن "الدول الأربع تعتبر أكثر الدول قمعا لحرية الصحافة". وتابعت "الجارديان" أن "مصر, التي شاركت في مسيرة باريس للدفاع عن حرية الصحافة, هي نفسها التي تحبس أكثر من 16 صحفيا، بينهم مراسلي قناة الجزيرة الثلاثة". وتساءلت الصحيفة في لهجة ساخرة "كيف يمنعون التظاهر في بلدانهم, ويذهبون ليحتجوا في شوارع باريس؟!". وقتل 17 شخصا, بينهم صحفيون ورجال شرطة خلال ثلاثة أيام من أعمال العنف في فرنسا, بدأت بإطلاق النار على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة يوم الأربعاء الموافق 7 يناير, وانتهت باحتجاز رهائن في متجر يبيع أطعمة يهودية يوم الجمعة الموافق 9 يناير، وقتل أيضا المسلحون الثلاثة. وشارك في المسيرة الرسمية المناهضة للإرهاب, التي شهدتها باريس في 11 يناير, خمسون من قادة العالم، في حين خرجت مسيرات أخرى في عدد من ساحات فرنسا. وأعلنت السفارة المغربية في باريس في 11 يناير أن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لم يشارك في المسيرة الرسمية, التي جرت في باريس, تنديدا بالهجمات التي شهدتها فرنسا، وذلك بسبب رفع رسوم مسيئة "للنبي محمد صلى الله عليه وسلم", خلال المسيرة. وجاء في بيان السفارة أن الوفد المغربي قدّم في قصر الإليزيه تعازي الرباط لضحايا الهجمات, وذكرت وكالة "الأناضول" أن الوفد ضم إلى جانب وزير الخارجية سفير المغرب في فرنسا شكيب بن موسى. وبدوره, وصف وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي الهجوم على الصحيفة الفرنسية ب"المدان", و"المرفوض"، داعيا في الوقت ذاته إلى "عدم وقوع خلط بين الإسلام والإرهاب، ومواجهة أي خطر جديد يعطي وقودا لتنامي مشاعر العداء للمسلمين في الدول الأوروبية".