يبدو أن المعاملة السيئة من جانب بعض رجال الشرطة التي دأب أبناء سيناء على الشكوى منها مرارًا خلال عهد النظام السابق، والتي كانت سببًا في حالة الاحتقان بينهم لسنوات طويلة ستلاحقهم أينما حلوا وأقاموا، بالرغم من التعهدات بانتهاج سياسة مغايرة لإعادة الثقة بين الجانبين. هذه الواقعة ربما تجسد نموذجًا للاضطهاد الذي يشكو منه أبناء سيناء، ففي يوم السبت الماضي 20 أغسطس وعقب الإفطار وبينما الشاب محمد يحيى الغول يسير بالسيارة ومعه شقيقة الطفل محمود بشارع جمال عبد الناصر بمدينة الحرفيين بالقاهرة متوجها لأحد ورش صيانة السيارات بالمدينة استوقفه كمين شرطة تابع لقسم السلام. وقام أحد الضباط من أفراد الكمين بسؤاله عن بياناته وإبراز رخصة القيادة، وعند الإطلاع على البيانات ومعرفة أن الشاب محمد من سيناء فوجئ بتعرضه لسيل من الشتائم والسباب من قبل الضباط دون أي سبب سوى أنه من أبناء سيناء فقط، وكانت أقل الألفاظ التي وجهت له "أنتم يهود سيناء"، و"أنتم مجرمين"، ضمن سيل من الشتائم الخادشة للحياة. وعندما اعترض الشاب على سوء المعاملة وسيل الشتائم الموجه له دخل الضباط معه في مشادة كلامية تم على أثرها ترحيل محمد إلى قسم شرطة السلام، ليستكمل مسلسل الإهانة هناك مع ضربة وسبه ب "وصلة" شتائم، ليقوم الشاب بالاتصال بوالده وهو الشيخ يحيى الغول، وهو من أكبر قضاة شبه جزيرة سيناء الذي يقوم بحل المشاكل التي تستعصي على الداخلية في سيناء. فما كان من الشيخ يحيى إلا أن بادر بالاتصال بمسئولين بوزارة الداخلية وتحدث رئيس اللواء أحمد حمال مساعد وزير الداخلية للأمن العام، والذي تصادف وجودة بالعريش مع قادة المجلس العسكري خلال المؤتمر الذي عقد مع قادة ومشايخ القبائل بشمال سيناء يوم السبت الماضي. وأجرى مدير مصلحة الأمن العام اتصالا مع مأمور قسم السلام وأرسل مندوبين عنه لحل مشكلة الشاب دون جدوى حيث تكاتف الضباط مع زملائهم وقاموا باستدعاء شهداء من الشارع ضده حمد لتلفيق له قضية الاعتداء على ضباط شرطة أثناء عملهم في الشارع، وتم عمل محضر في النيابة بذلك. ومع تدخل جهات سيادية وأمنية وجهات عليا بالداخلية تم الإفراج عنه من النيابة، إلى حين استكمال إجراءات المحضر. وكان لافتا انتشار مشكلة الشاب محمد بين كافة مدن وقرى شمال وجنوب سيناء، كدليل على عودة الشرطة إلى سابق عهدها مع أبناء سيناء الذين كانوا يلجأون في السابق إلى تغيير محل إقامتهم على القاهرة أو محافظة أخرى حين شراء سيارة، وذلك لعدم كتابة محافظة شمال سيناء على لوحات السيارة، نظرا لما يلاقيه كل قائد سيارة تحمل لوحات سيناء من تعنت وإساءة وتحرير مخالفات مرورية كبيرة ضده.