الاثنان في مركب واحد.. كلاهما يعتقد أنه قادر على قمع شعبه بالقوة، معمر القذافي في ليبيا، وبشار الأسد في سوريا، الأول كان يسعى جاهدًا لتوريث الحكم لابنه سيف الإسلام، والثاني ورث الحكم قبل سنوات من أبيه حافظ، لكن عام 2011 أتى بما تشتهي سفن الشعوب العربية، وهو بالتأكيد ما لم يوافق هوى الطغاة العرب. واجه المتشبثان بعرش الحكم ثورة شعبية عارمة، اعترف بهما العالم كله باستثناء الإعلام الرسمي التابع للبلدين، ولأن سقوط أحدهما يشجع الشعب على إسقاط الآخر، فقد أبى التليفزيون الرسمي السوري أن يعترف بسقوط نظام القذافي في ليبيا، وواصل مسلسل كذبه بإدعاء أن القذافي ما زال يسيطر على زمام الأمور. ونقلت قناة الإخبارية السورية خطاب العقيد الليبي البائد معمر القذافي باعتباره إشارة لصمود القذافي وتمسكه بمصلحة وطنه أمام العدوان الغربي الذي يقوده حلف شمال الأطلسي "ناتو" ومن خلفه الولاياتالمتحدة، مؤكدًا أن القذافي ضرب أروع مثل في الصمود. ولم يفت تليفزيون بشار الأسد، أن يزعم أن علاقة وثيقة تربط بين تقدم الثورة في ليبيا، والذي لم تعترف به في الجزء الأول من التقرير، وبين موافقة الثوار على الرضوخ للولايات المتحدةالأمريكية، مؤكدة أن فيلتمان، في إشارة إلى جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، يلعب الدور الأمريكي القذر والمكشوف في ليبيا، كما لعبه من قبل في لبنان، باعتباره السفير الأمريكي السابق هناك، والذي يتهمه نظام بشار بالتصدي لمقاومة حزب الله وحلفاء سوريا، ودعم تيار 14 آذار. أما القناة الأولى السورية، فلم تنشغل بسقوط القذافي، ولم تهتم بثورة الشعب السوري، فقد كان المسلسل العربي الرمضاني الذي تعرضه أهم كثيرًا من إسقاط نظام القذافي في ليبيا.. تمامًا كما هو دائمًا أهم من سقوط دماء الثوار في سوريا.