تدفق مقاتلو المعارضة على العاصمة الليبية طرابلس بعد انهيار قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، وخرجت حشود إلى الشوارع للاحتفال بذلك، ممزقة صور القذافي. ودخل معارضون يلوحون بأعلام المعارضة، ويطلقون النار في الهواء في الساحة الخضراء، وهي موقع رمزي كانت الحكومة حتى وقت حديث تستخدمه من أجل المظاهرات الجماهيرية دعما للقذافي. ودخلت في وقت سابق قافلة من قوات المعارضة حيا في غرب المدينة، وقامت بإطلاق النار في الهواء، ونقلت قناة الجزيرة عن معارضين قولهم، إن طرابلس بالكامل أصبحت تحت سيطرتهم باستثناء منطقة باب العزيزية معقل القذافي. ووجه القذافي كلمتين صوتيتن عبر التليفزيون الرسمي، دعا فيهما الليبيين إلى التصدي لمقاتلي المعارضة، وقال القذافي: "أخشى إذا تركتموهم يحرقون طرابلس ويدمرون طرابلس تبقى بلا ماء وبلا كهرباء وبلا إذاعات وبلا حرية"، وأضاف القذافي، الذي يحكم ليبيا منذ أكثر من 40 عاما، أنه فتح مخازن السلاح لتسليح الشعب، وتوقع موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، أن يقوم المعارضون بعملية تصفية حساب عنيفة. وقال: إن مذبحة سترتكب داخل طرابلس إذا انتصر طرف الآن، لأن المعارضين جاءوا بمثل هذه الكراهية وهذا الانتقام، وأنه حتى إذا غادر القذافي أو تنحى الآن فستقع مذبحة، وقال حلف شمال الأطلسي، إن انتقال السلطة في ليبيا لا بد أن يكون سلميا. وبعد حرب أهلية استمرت 6 أشهر جاء سقوط طرابلس سريعا مع اندلاع انتفاضة تم التنسيق لها بشكل جيد ليل السبت، كي تتزامن مع تقدم قوات المعارضة على ثلاث جبهات، وأكد عادل الدباشي، منسق المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أن النجل الأصغر للقذافي سيف الإسلام اعتقل. وقال لرويترز: إن محمد النجل الأكبر للقذافي استسلم لقوات المعارضة. وفي امستردام أعلن لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، أن سيف الإسلام نجل القذافي اعتقل في ليبيا، وقال لرويترز: إن "سيف الإسلام اعتقل في ليبيا، "لدينا معلومات سرية من مصادر مختلفة لنا داخل ليبيا تؤكد ذلك، "من المهم جدا توضيح أن هناك التزاما بتسليم سيف الإسلام للمحكمة الجنائية الدولية طبقا لقرار مجلس الأمن". وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر في يونيو باعتقال القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية بتهمة ارتكاب جرائم في حق الإنسانية، بعد إن أحال مجلس الأمن الدولي الوضع الليبي إلى المحكمة في فبراير. وقال مورينو أوكامبو: إن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لم يتصل بعد بالمحكمة بشأن اعتقال سيف الإسلام، ولكنه قال: إنه سيتصل بالمجلس، اليوم الاثنين، لبحث الخطوات التالية. ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، فو راسموسن، أمس الأحد، إلى انتقال سلمي وفوري للسلطة في ليبيا، قائلا: إن الحلف مستعد للعمل مع المعارضين الذين يقاتلون معمر القذافي لتحقيق ذلك. وقال راسموسن، في بيان: إن"حلف شمال الأطلسي مستعد للعمل مع الشعب الليبي ومع المجلس الوطني الانتقالي الذي يتولى مسؤولية كبيرة، "عليهم أن يتأكدوا من أن الانتقال سلس وشامل، وأن تبقى البلاد موحدة، وأن المستقبل يؤسس على المصالحة واحترام حقوق الإنسان". وأضاف، أن حلف الأطلسي سيواصل مراقبة المنشآت العسكرية في ليبيا، لضمان عدم تعرض المدنيين لتهديد، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: إنه لن يعلق على الوضع في ليبيا إلا بعد أن يتلقى تأكيدا كاملا بشأن ما يحدث هناك.